الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على خاتم النبيين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله ،و بعد :
*فإن العبد لا يخلو من معصيةٍ ، فلا يسلم
من هذا النقص أحدٌ من بني آدم ، والمعصوم من عصمه الله ففي الحديث الصحيح "كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون" حم.ت.هـ.صحيح الجامع (4515(
*وإنما يتفاوت البشر في المقادير ، ومن تفقد
نفسه وجدها مشحونةً بهذا النقص ، فإذا وُفِّق انبعث منه خوف فرجع فارا إلى الله تعالى
يطلب النجاة من عقوبات الذنوب ، وعلم أن له ربا يغفر الذنوب ، فتاب وأناب . قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه "قال الله تعالى (من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك
بي شيئا) رواه
الطبراني والحاكم وهو في صحيح الجامع (4330). فإذا رجع العبد إلى ربه عز وجل وجد
باب مكفرات الذنوب مفتوحاً على مصراعيه مكتوبا عليه )قل يا عباديَ الذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم(
الزمر(53(
*وتكفير الذنوب على ضربين ، الأول: المحو
، كما في حديث "وأتبع السيئة الحسنة تمحها…"
حـم.د.ت. صحيح الجامع
(97). والثاني
: التبديل ، كما في قوله تعالى (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) الفرقان (70) وهذا النوع فيه زيادة إحسان وتفضل بعد
التوبةِ والإيمان والعمل الصالح .
*إذا للذنوب والآثام مكفرات أشار إليها أهل
العلم مستدلين بما ورد من نصوص الكتاب والسنة . وقبل ذكر أقوالهم وسرد مكفرات الذنوب
مع أدلتها ، سنشير إلى الحكمة من خلق الذنوب .
*فما هي الحكمةُ والمصالح من خلق المعاصي
والذنوب وتقديرها على العباد ؟ لابد أولا أن نؤمن ونصدق بما أخبرنا الله به في كتابه
وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من أن المعاصي والذنوب تقع كما تقع الطاعات بقَدرِ
الله تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) فأفعال
العباد مقدرة ، والعبد هو الذي يختار طريق الخير أو طريق الشر (وما ربك بظلام للعبيد) فصلت (46) فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون. فالله عز وجل هو الحكيم العليم فكل أمرٍ قدره أو شرعه أو أمر به أو شاءه فهو
لحكمة بالغة ومصلحة عظيمة قد يعلمها العبد وقد يجهلها (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو
خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة (216)
'ومن الحكم والمصالح العظيمة لتقدير الذنوب على العباد :
أ - إن مجاهدة المعاصي
والذنوب من أعظم ما يقوي خوف العبد وذُله لربه الذي ابتلاه بالشهوات ، فإذا وقع العبد
في الذنب لجأ إلى الله تعالى واستعان به وخاف من عقابه ، فإذا لم يقع في الذنب سينتفي
شعوره بالذل والخوف لعدم وجود التقصير في حق الله ، وسيشعر بالأمن من مكر الله )فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون( الأعراف
(99) ، فلا
بد من الوقوع في الذنب والتقصير حتى يشعر العبد بالخوف والذل لله دائما ، ولذلك قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لو لم
تذنبوا لذهب الله بكم ، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون
الله فيغفر لهم" رواه مسلم (4/2106(
ب- ومن المصالح لتقدير
الذنوب : تحقيق صفات الرب تبارك وتعالى وهي الرحمة والعفو والمغفرة ، فلو لم تكن الذنوب
لم يكن هنا عفو ولا غفران والحكم والمصالح كثيرة لتقدير الذنوب.
*وأما عن مكفرات الذنوب فقد تكلم فيها أهل
العلم وقسموها حسب ما وردت في النصوص وأفضل من جمعها إجمالا حسب علمي هو شيخ الإسلام
ابن تميمة رحمه الله ، حيث قال (المؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب):
1. أن يتوب
فيتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
2. أو يستغفر
فيغفر له
.
3. أو يعمل
حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات .
4. أو يدعو
له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيا وميتا .
5. أو يهدون
له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به .
6. أو يشفع
فيه نبيه صلى الله عليه وسلم .
7. أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه .
8. أو يبتليه
الله تعالى في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه .
9. أو يبتليه
في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه .
10. أو يرحمه
أرحم الراحمين .
قال : فمن أخطأته
هذه العشر فلا يلومن إلا نفسه ، كما قال الله تعالى فيما يروي عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم (يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم
بها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) رواه مسلم (2577) الفتاوى ( 10/45-46)
.
× وسنتكلم بإذن الله تعالى عن هذه المكفرات
العشر بترتيب ثالث ، وبالتفصيل مع زيادات مهمة عليها ليسهل حفظها إن شاء الله تعالى .
'تنقسم مكفرات الذنوب العشر إلى قسمين : خمس في الدنيا وخمس في الآخرة .
*أما الخمس التي في الدنيا فهي :
1. التوبة
النصوح
2. الأستغفار
3. الحسنات
الماحية وأعظمها التوحيد
4. دعاء
الملائكة والمؤمنين للعبد
5. المصائب المكفرة في حياته .
*وأما الخمس التي في الآخرة فهي :
1.الابتلاء
عند الموت في البرزخ
2.الابتلاء
في عرصات يوم القيامة .
3.دعاء
المؤمنين وإهداؤهم له من ثواب أعمالهم بعد موته.
4.شفاعة
النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الملائكة والشهداء وغيرهم .
5.رحمة
أرحم الراحمين عز وجل
فإلى سرد للمكفرات
العشر بالتفصيل مع ذكر أدلتها وأقوال أهل العلم :
1.
التوبة النصوح :
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر
عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) التحريم (8) . وقال تعالى (..إلا
من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) الفرقان (70)
.
* والتوبة النصوح هي الإقلاع عن الذنب في
الحال والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه ، والعزم على فعل المأمور وإلتزامه ،
وإن كان الذنب في حق آدمي فالتحلل منه . والتوبة النصوح لابد من الصدق فيها والإخلاص
وتعميم الذنوب بها ، وهي واجبة على الفور بإجماع العلماء .
* فالواجب على العبد أن يتوب إلى الله توبة
عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم (..اللهم إغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما
أنت أعلم به مني ، أنت ألهي لا إله إلا أنت)
متفق عليه فتح (
11/196) مسلم (2719)
* والتوبة تكون من ترك الواجبات والمأمورات
وتكون من الصغائر والكبائر معا ، وتكون بالتحلل من حقوق الآدمين أو أداء تلك الحقوق
إليهم ، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم "من كان لأخيه
عنده مظلمة من مال أو عرض ، فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار أو درهم إلا الحسنات
والسيئات" رواه البخاري وغيره . فالتوبة من أهم مكفرات الذنوب بالآيات
السابقة ولحديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
إبن
ماجة وهو في صحيح الجامع (3008) .
2.
الاستغفار :
فإن من استغفر الله تعالى غفر له: قال الله
تعالى (فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا) نوح (10) وقال الله تعالى في الحديث القدسي (..يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل ةالنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا
، فاسغفروني أغفر لكم...) رواه أحمد ومسلم عن أبي ذر مرفوعا . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك مادامت
أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"
رواه أحمد والحاكم
وهو في صحيح الجامع (1650). والاستغفار هو طلب المغفرة من الله ، واعتراف
بالذنب والتقصير في حقه عز وجل ، فإذا عصى العبد ربه وظلم نفسه بارتكابه الذنب كما
قال موسى (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور
الرحيم) القصص(16)
.فإذا
وقع في الذنب مرة أخرى عاد واستغفر ربه هكذا دائما في استغفار ، فصار مثل ماذكره رسول
الله صلى الله عليه وسلم بقوله "إن عبدا أصاب ذنبا ، فقال : رب أذنبت ذنبا فاغفره ، فقال ربه
: أَعلِم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ، ثم
أصاب ذنبا ، فقال : رب أذنبت ذنب آخر فاغفره فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب
ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا فقال : رب أذنبت آخر فاغفره
لي، فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي،غفرت لعبدي غفرت
لعبدي ، فليعمل ما شاء" متفق عليه البخاري (7507) ، مسلم (2758)
فالإستغفار من أعظم مكفرات الذنوب ، فعلى
العبد أن يكثر من الاستغفار فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار" البيهقي وغيره صحيح الجامع (5955) وفي الحديث الآخر "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا" إبن ماجة وغيره صحيح الجامع (3930) وتذكر دائما قول الله في الحديث القدسي
(يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت
لك ولا أبالي..) الترمذي صحيح الجامع (4338)
.
3.
الحسنات الماحية وأعظمها التوحيد :
قال الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) هود (114)، قال إبن كثير رحمه الله "إن فعل
الخيرات يكفر الذنوب السالفة .. ويبين هذا ويوضحه حديث أبي ذر ومعاذ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال "..وأتبع السيئة الحسنة تمحها.."
حم.د.ت
صحيح الجامع (97) وأعظم
الحسنات الماحية التوحيد وصحة الاعتقاد والحذر من الشرك بأنواعه.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"قال الله تعالى (..يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) الترمذي وروى نحوه أحمد ومسلم صحيح الجامع
(4338). فقوله
تعالى (لا تشرك بي شيئا) أي سليما من الشرك: كثيره
وقليله ،صغيره وكبيره . قال ابن رجب رحمه الله (من جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا
لقيه الله بقرابها مغفرة .. فإذا كَمُل توحيد العبد وإخلاصه لله تعالى فيه ، وقام بشروطه
بقلبه ولسانه وبجوارحه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما قد سلف من الذنوب كلها ، ومنعه
من دخول النار بالكلية..) جامع العلوم والحكم
فالعبد يسعى دائما لتصحيح عقيدته ليسلم
من الشرك بأنواعه .
*فالحسنات كلها ماحية للسيئات وقد جاءت النصوص
في بعض الأعمال المكفرة للذنوب منها :
- حديث "من
توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظافره" مسلم
- حديث "إن
من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام" السلسلة الصحيحة (1035)
- حديث "ما
من قوم يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفورٌ
لكم قد بُدلت سيئاتكم حسنات" أحمد وراجع صحيح الجامع (5610) و(5507)
- وكذلك الصلاة والصيام والصدقة والشهادة
وكفارة المجلس وغيرها ، فالإكثار من الأعمال الصالحة فيه تكفير للذنوب والعاصي . ومنها
حديث "إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" حم. ت. الأدب المفرد . صحيح الجامع
(2089)
- ومنها حديث "ألا
أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة
الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة.." مسلم (1/219)
4.
دعاء الملائكة والمؤمنين للعبد المؤمن :
قال الله تعالى (الذين يحملون العرش وَمن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به، ويستغفرون
للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب
الجحيم) غافر
(7) قال
ابن كثير (قيض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب ، ولذا كانوا
يؤمِّنون على دعاء المؤمنين بظهر الغيب" تفسير ابن كثير (4/71)
قلت : يشير رحمه الله إلى حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كلما
دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل" رواه مسلم (4/2094) فمن مكفرات الذنوب أن يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له .
5.
المصائب المكفرة في حياته :
بشرط الصبر واحتساب الأجر وحمد الله تعالى،
وهذه المصائب تُطهر العبد المؤمن من خطاياه كما يُغسل الثوب الأبيض بالماء والثلج .
*زار شداد بن أوس رضي الله عنه رجلا مريضا
فقال له : أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول"قال الله تعالى (إني إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا
فحمدني وصبر على ما بليته ، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا) ويقول
الرب عز وجل (أنا
قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له ما كنتم تُجرون له قبل ذلك من الأجر وهو صحيح)
أحمد
وغيره صحيح الجامع (4300) قال ابن عبد البر (الذنوب تكفرها المصائب والآلام والأمراض وهذا أمر
مجتمع عليه) التمهيد
(23/26). وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يصيب المسلم من نصب
ولا وصب ولا همٍّ ولا حَزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه"
متفق عليه صحيح الجامع
الصغير (5818).وقال
صلى الله عليه وسلم "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة
في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" ت.حم.ك صحيح لجامع (5815) صحيح سنن الترمذي
(2/286) وقال صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته
كما تحط الشجرة ورقها" متفق عليه خ (5647) م(2571) والنصوص في تكفير المصائب للذنوب كثيرة
جدا.
6.
الابتلاء عند الموت وفي البرزخ :
في ساعة الاحتضار يعاني العبد من سكرات
الموت ، لتطهيره من الذنوب ولرفع درجاته وهذه السكرات عانى منها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال "لا إله إلا الله إن للموت لسكرات"
رواه
البخاري .فإذا
وُضِع في قبره ضمهُ القبر ضمةً لا ينجو منها أحد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ ، ولقد ضُم
ضمة ثم روخي عنه" الطبراني وهو في صحيح الجامع (5306) وفي القبر فتنة عظيمة هي سؤال الملكين منكر
ونكير
.
*فإذا بقيت ذنوب لم تكفرها المكفرات السابقة
ولم يعفو الله عنه ، عُذب العاصي في قبره ليَطْهر من ذنوبه التي أصرعليها ولم يتداركها
بتوبة صادقة ، وما أعظم أهوال القبر ، وما أفظع منظره ، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم "ما رأيت منظرا قط أفظع منه" ت.جه صحيح الجامع (2/85) فيعذب العاصي لتكفر ذنوبه وتمحى سيئاته
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الموتى ليعذبون
في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم" صحيح الجامع . ووردت النصوص التي تدل على عذاب أهل المعاصي
كالنميمة وعدم الإستتار من البول والنياحة والكذب والزنا وأكل الربا وغيرها ،وما هذا
العذاب في القبر إلا نتيجة الآثام والسيئات التي عملها العبد ، وبه تكفر هذه الذنوب .
7.
الابتلاء في عرصات يوم القيامة :
يوم القيامة يوم عسير على الكافرين وبعض
عصاة المؤمنين ، فيعذب الله فيه أقواما من هذه الأمة لم تكفر سيئاتهم وذنوبهم في الدنيا
ولا في البرزخ. ومن هؤلاء المراؤون بأعمالهم في الدنيا كالشهيد المرائي والقارئ والمتصدق
، وكذلك أصحاب الكبائر التي لم يتوبوا منها كمانعي الزكاة والمتكبرين ، وهكذا..
8.
دعاء المؤمنين له بعد موته وإهداؤهم له من ثواب أعمالهم ما ينفعه بإذن
الله تعالى :
أما دعاء المؤمن له فهو جائز باتفاق العلماء
ودلت عليه النصوص الصريحة ومنها : قوله تعالى (والذين جاءوا
من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) الحشر (10) وقوله صلى الله عليه وسلم "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" صحيح الجامع ، أبو داود وكذلك صلاة الجنازة غالبها دعاء للميت
واستغفار له . فالدعاء للميت من مكفرات الذنوب ومن أسباب رفع الدرجات . قال ابن أبي
العز شارح الطحاوية (أثنى الله على المؤمنين باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل على انتفاعهم
باستغفار الأحياء ، وقد دل على انتفاع الميت بدعاء الأحياء له إجماع الأمة على الدعاء
له في صلاة الجنازة) (2/666) وكذلك حكى الإجماع ابن تميمة وابن كثير في تفسيره (4/259)
*أما في بقية العبادات والقربات وهل يصل
ثوابها إلى الأموات لينتفعوا بها وتكون سببا لتكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم ، فقد اختلف
العلماء على أقوال ثلاثة والراجح التفصيل : القول الأول : أن الأموات ينتفعون من سعي
الأحياء لهم في العبادات التي تدخلها النيابة كالصدقة والحج وغيرها . القول الثاني
: أنهم ينتفعون بما كان الميت سببا فيه كالوصية ودعاء الولد والصدقة الجارية . القول
الثالث : أن الأموات ينتفعون مطلقا وفي جميع العبادات والقربات . والراجح هو أن كل
ما ورد فيه نص ينتفع به من إهداء وعمل الأحياء . أما ما لم يرد فيه نص من القربات فلا
، لأن ذلك لم يكن من هدى السلف.
*وهذه بعض الأعمال التي ينتفع بها الميت مع أدلتها وأقوال أهل العلم .
1.
قضاء ولي الميت صوم النذر عنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات وعليه صيام ، صام عنه وليه" متفق عليه ، عن عائشة رضي الله عنها وهذا الصيام ليس
على إطلاقه وإنما هو مقيد بصيام النذر بدليل ما روت عمرة أن أمها ماتت وعليها من رمضان
فقالت لعائشة (أقضيه عنها؟ قالت: لا بل تصدقي عنها مكان كل يوم نصف صاع على كل مسكين)
أخرجه الطحاوي وله
طرق ، وكذلك
ما روى سعيد بن جبير عن إبن عباس رضي الله عنهما قال (إذا مرض الرجل في شهر رمضان ثم
مات ولم يصم أطعم عنه وإن كان عليه نذر قضى
عنه وليه) أخرجه
أبو داود وله طرق عند ابن حزم والطحاوي . قال الشيخ الألباني رحمه الله (وهذا في
التفصيل الذي ذهبت إليه أم المومنين وحبر الأمة ابن عباس وتابعهما إمام السنة أحمد
بن حنبل هو أعدل الأقوال في هذه المسألة وفيه إعمال لجميع الأحاديث) أحكام الجنائز ص215، ورجح ذلك الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين
(3/554) وتهذيب السنن (3/279). وعن ابن عباس أن سعد بن عبادة رضي الله
عنه قال (استفتى رسول الله : إن أمي ماتت وعليها نذر ، فقال
إقضه عنها) متفق عليه. فقضاء صيام النذر ينتفع به الميت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمر الولي أن يصوم عن الميت .
2.
قضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو غيره :
فعن سعد بن الأطول رضي الله عنه أن أخاه
مات وعليه دين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن
أخاك محبوس بدينه فاذهب فاقض عنه.." أحمد وابن ماجة والبهيقي ، أحكام
الجنائز للألباني ص 25. وعن سمرة بن جندب رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فلما انصرف قال لأهله "إن فلانا مأسور بدينه، فلو رأيت أهله ومن يتحرون أمره قاموا
فقضوا عنه.." د.ن.ك.هق أحكام الجنائز ص26. وكذلك حديث جابر في قصة الرجل الذي عليه
دين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلوا على صاحبكم" فقال أبو قتادة
: دينه علي ، فصلي عليه وقال لأبي قتادة : هما عليك (الديناران) وفي مالك والميت منهما
بريء) حم.ك
أحكام الجنائز ص27 .
*أفادت هذه الأحاديث أن الميت ينتفع بقضاء
الدين عنه ولو كان من غير ولده ، وأن القضاء ينفع الميت برفع العذاب عنه ، وهي من المخصصات
لعموم قوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (
3.
ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره .
لأن الولد من سعيهما وكسبهما، والله عز
وجل قال (وأن ليس
للإنسان إلا ما سعى) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن أطيب ما
أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه" رواه الخمسة ، صحيح الجامع (1566) .ويؤيده نصوص وردت في إنتفاع الوالد بعمل
ولده كالصدقة والصيام والعتق ونحوه ومنها :
* ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها
(أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي إفتلتـت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت ،
فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟قال :نعم) وما رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي
الله عنه (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبي مات وترك مالا ولم يوص ، فهل يكفر عنه أن
أتصدق عنه ؟ قال :نعم) وفي صحيح البخاري (1852) عن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقالت (إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي
عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته)
* قال الشوكاني رحمه الله (وأحاديث الباب
تدل على أن الصدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما، ويصل إليهما ثوابهما ، فيخصص
بهذه الأحاديث عموم قوله تعالى (وأن ليس للإنسان ألا ما سعى)
وأما من غير الولد فالظاهر أنه لا يصل ثوابه إلى الميت..) نيل الأوطار (4/79)
* قال الشيخ الألباني رحمه الله (وهذا هو
الحق الذي تقضيه القواعد العلمية ... وذهب بعضهم إلى قياس غير الولد وهو قياس باطل
من وجوه : الأول : أنه مخالف للعموميات القرآنية ، الثاني: أنه قياس مع الفارق ، الثالث
: أن السلف لم يهدوا الثواب إلى الموتى) أحكام الجنائز ، وفيه بحث مهم
* قال شيخ الإسلام "ولم يكن من عادة
السلف إذا صلوا تطوعا أو صاموا تطوعا أو حجوا تطوعا أو قرؤوا القرآن يهدون ثواب ذلك
إلى أموات المسلمين فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل .." الإختيارات العلمية ص54
* قال العز بن عبد السلام (ومن فعل طاعة لله
تعالى، ثم أهدى ثوابها إلى حي أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه إذ ليس للإنسان إلا ما سعى
إلا فيما إستثناه الشرع كالصدقة والصوم والحج) الفتاوي (24/2)
4.
ما خلفه من بعده من آثار صالحة وصدقات جارية :
قال
تعالى (ونكتب ما قدموا وآثارهم) يس (12) تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
حديث "من سن في الإسلام" مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال "إذا مات الإنسان إنقطع عنه عمله
إلا من ثلاثة أشياء، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له" مسلم وأحمد وأبو داود.
*وخلاصة ما يتعلق بانتفاع الأموات بما يعمله
الأحياء أن العمومات القرآنية تدل على أن الميت لا ينتفع من عمل الأحياء ومنها قوله
تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وقوله تعالى (ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه). وقد جاءت السنة النبوية وخصصت
بعض الحالات منها الدعاء وقضاء الدين وقضاء صوم النذر عنه من الولي وكذلك ما يفعله
الولد الصالح من الأعمال الصالحة كالصدقة والحج والصيام وغيرها ، وكذلك ما خلفه الميت
من بعده من آثار صالحة وصدقات جارية ، أما غير ذلك فلم يكن من عادة السلف الصالح إهداء
الثواب إلى الأموات ، كذلك لا يصل إلى الميت بعد موته بعض ما يفعله الناس وهو من جنس
البدع المنكرة مثل قراءة سورة يس على الميت أو قراءة القرآن في مجالس التعزية أو قولهم
الفاتحة على روح فلان أو غيرها من العبادات التي لا أصل لها في الشرع.
9.
ومن مكفرات الذنوب :
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والملائكة
والشهداء والأطفال وغيرهم :
* وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة بالكتاب والسنة ، قال الله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) الإسراء (79) وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل نبي سأل
سؤالا" أو قال "لكل نبي دعوة قد دعا بها
فحسب ، فجعلت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة" متفق عليه.
* وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" ت.د.صحيح سنن أبي داود (4739). وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال (يخرج قوم
من النار بشفاعة محمد، فيدخلون الجنة ، ويسمون الجهنميين) خ.د.جه صحيح أبي داود (4741)
* وكذلك الأنبياء يشفعون لأقوامهم والملائكة
أيضا لحديث أبي سعيد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون .." وهذه الشفاعات
لا بد أن يتوفر فيها شرطان :
الأول: إذن الله للشافع أن يشفع ، قال تعالى (من ذا الذي يشفع عنده
إلا بإذنه) آية الكرسي .
الثاني : رضى الله عن المشفوع له، قال تعالى
(ولا يشفعون إلا لمن إرتضى) الأنبياء (28)
.
* وكذلك الملائكة تشفع ، وكذلك الصديقون والشهداء
والصالحون من المؤمنين المتقين . قال تعالى عن الملائكة (ولا
يشفعون إلا لمن إرتضى وهم من خشيته مشفقون) الأنبياء (28) وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "…فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون…" حديث أبي سعد في الصحيحين ، مسلم
(1/115)
* وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم" قالوا:
يا رسول الله ! سواك؟ قال: سواي" صحيح سنن ابن ماجة (3502) والصحيحة
(2178)
* وروى أحمد والترمذي عن أبي سعيد أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال "إن من أمتي من يشفع للفئام
ومنهم من يشفع للقبيلة ، ومنهم من يشفع للعصبة ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة"
حسنه
الشيخ مقبل الوادعي حفظه الله في كتاب الشفاعة (121)
* وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "للشهيد عند الله ست خصال .. ويشفع في سبعين من أقاربه" رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .صحيح سنن
ابن ماجة (2275)
* في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال "صغارهم دعاميص الجنة يتلقى
أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بيده فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة" حم. الأدب المفرد.
* وعند أحمد والنسائي وغيرهما عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما من مسلمين
يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة ،
وقال يقال لهم: أدخلوا الجنة، فيقولون حتى يجيء أبوانا ، فيقال لهم ، أدخلوا الجنة
أنتم وأبواكم"
* روى أحمد والحاكم بسند حسن عن عبد الله
بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.." صحيح الترغيب والترهيب (969)
* عن أبي هريرة قال أن رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل
حتى غفر له" وهي سورة (تبارك الذي بيده الملك) سنن ابن ماجة (3069) ورواه غيره
* وفي صحيح مسلم والترمذي والنسائي وأحمد
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من ميت يصلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون
له إلا شفعوا فيه "
* وعند أحمد وأبي داود وابن ماجة عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من رجل مسلم يموت
فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه".
قال الألباني
(أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة..) أحكام الجنائز 63) ص127. فالشفاعة من مكفرات الذنوب .
10.
وآخر مكفرات الذنوب : رحمة أرحم الراحمين عز وجل :
أي أن يرحمه الله برحمته الواسعة التي إدخر
منها تسعة وتسعين رحمة ليوم القيامة .
* ففي حديث أبي سعيد في الصحيحين قال (..فيشفع
النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار فيخرج
أقواما قد أمتحشوا ، فيُلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة .. فيخرجون كأنهم
اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن
أدخلوا الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه)
وفي رواية لمسلم (فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم
يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط
عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة) .
* وعند مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال "إن لله مائة رحمة أنزل
منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوائم وأخّر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها
عباده يوم القيامة"
* فرحمة الله عز وجل واسعة من نظر إليها لم
يقنط من رحمته وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام "لو
يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته" مسلم (2755)
* وفي الصحيحين حديث عمر بن الخطاب رضي الله
عنه قال : لما قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة تأخذ صبيا فأرضعته
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أترون هذه المرأة
طارحة ولدها في النار ؟ قلنا: لا والله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم" لله
أرحم بعباده من هذه بولدها" خ (5999) م ( 2754)
فمن
أخطأته هذه العشر المكفرات فلا يلومن إلا نفسه .
'وأخيــرا: ينبغي للمسلم أن لا
يتكل على المكفرات فيطلق لنفسه العنان في مقارفه الذنوب وإرتكاب المعاصي ويظن أنه قد
عمل عملا ضمن تكفير خطاياه كلها ، فما يدريه أن الله تقبل عمله فغفر له ذنوبه .
فالمؤمن التقي لا
يغتر بعمله بل يجتهد في طاعة الله ويبتعد عن الذنوب والمعاصي.
أسأل الله عز وجل
أن يكفر سيئاتنا ويرحمنا برحمته .
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق