الاثنين، 26 سبتمبر 2016

قطوف من صفات النبي صلى الله عليه وسلم

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

فإن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يطول ويطول ، وعلى المسلم أن يطلع على شمائله وأخلاقه وآدابه ليقتدي به في صفاته وأخلاقه وآدابه وعبادته ، ليزداد حباً له صلى الله عليه وسلم . وسنتكلم عن بعض صفاته الخَلْقية والخُلُقية صلى الله عليه وسلم .

' أما صفاته الخَلْقية فمنها :
* كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ولا القصير (متفق عليه (
* وكان صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه (رواه مسلم ، حديث 2430(
* وكان صلى الله عليه وسلم مربوعاً عريض ما بين المنكبين ، كثّ اللحية (رواه البخاري)
    قال أنس(كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست ديباجاً ولا  حريراً ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم (متفق عليه)
في حديث أم معبد قالت (رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه … وسيم قسيم وفي لحيته كثاثة ، أجمل الناس وأبهاهم) حديث حسن قوي رواه الحاكم وصححه . قال ابن كثير (قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضاً)
      ويقول جابر بن سمرة رضي الله عنه (كان رسول الله ضليع الفم ، أشكل العين ، منهوس العقبين . قال : قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم ، قال: قلت ما أشكل العين؟ قال : طويل شق  العين ،قال: قلت : ما منهوس العقب؟ قال: قليل اللحم) قال القاضي : الشكلة : حمرة في بياض العين) رواه مسلم ح 2339 ، راجع شرح النووي 15/93
* وفي حديث جابر بن سمرة أيضاً (وكان كثير شعر اللحية) مسلم
* وعن علي قال (كان رسول الله ليس بالطويل ولا بالقصير ، ضخم الرأس واللحية) أحمد والحاكم وصححه الألباني في الشمائل رقم(4)
* وقال أنس (كان شعر رسول الله إلى نصف أذنيه) أبو داود وصححه الألباني في مختصر الشمائل رقم(21)
* وعن أبي رمثة التيمي قال (أتيت النبي مع ابن لي ، ورأيت الشيب أحمرا) صححه الألباني في مختصر الشمائل رقم (37)
* وسُئل أبو هريرة : هل خضب رسول الله ؟ قال نعم ـ صححه الألباني في الشمائل رقم (38)
* وفي صحيح البخاري أن أم سلمة أخرجت شعراً من شعر النبي مخضوباً ـ كتاب اللباس
* وقال أنس (رأيت شعر رسول الله مخضوباً) مختصر الشمائل رقم (40) ورجح النووي خضاب رسول الله في شرح حديث مسلم رقم (3630) وابن حجر في الفتح في اللباس ، وللمزيد راجع كلام الألباني في مختصر الشمائل تحت الأرقام (40-41)
* وعن أنس قال (كان رسول الله يعيد الكلمة ثلاثاً لتفهم عنه) البخاري المختصر رقم(65)
* وعن عبد الله بن الحارث قال : (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله) صححه الألباني في  مختصر الشمائل رقم(194)
* وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها ـ متفق عليه .

' أما صفاته الخُلُقية  فمنها :
* كان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خُلُقاً في جميع محاسن الأخلاق ، ويكفي دليلاً على ذلك قوله تعالى (وإنك لعلى خُلُق عظيم) القلم(4)
* يقول أنس (كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خُلُقا) البخاري
* وقال أيضاً :  (لم يكن رسول الله فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً) البخاري
* وتقول عائشة :(ما انتقم رسول الله لنفسه في شيء قط إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها) متفق عليه
* وحث على حسن الخُلق فقال صلى الله عليه وسلم : "ان من أحبكم إليّ وأقربكم منيّ مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" رواه الترمذي.

فإذا سألت عن تواضعه صلى الله عليه وسلم :
* قال أنس : (لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلموه من كراهيته لذلك) صححه الألباني في مختصر الشمائل رقم(289)
* وعن عمرة قالت : (قيل لعائشة : ماذا كان يفعل رسول الله في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر ، يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه) صححه الألباني في الشمائل رقم(393)
* وعن عائشة قالت : (لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة ولكن يعفو ويصفح) الترمذي وأحمد وصححه الألباني في الشمائل رقم(298)
* وعن أنس أن رسول الله مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم  ـ رواه مسلم
* وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم فوائد التواضع في قوله: "أن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد" رواه مسلم

وإذا سألت عن حلمه صلى الله عليه وسلم ترى العجب :
* عن أنس قال: (كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، قال يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت رسول الله ثم ضحك،ثم أمر له بعطاء) متفق عليه

وإذا سألت عن صبره صلى الله عليه وسلم فهاك أمثلة :
*في غزوة أحد تُكسر رباعيته ويُشج رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول : "كيف يفلح قوم شُج نبيهم وكسروا رباعيته" رواه مسلم
*وبعد أن قسم قسماً من الناس ، يأتيه رجل ويقول له : ما أريد بهذا وجه الله !! فيقول صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله موسى فقد أوذي بأشد من هذا فصبر" متفق عليه

وإذا سألت عن رفقه بالناس فقد كان رفيقاً بهم :
*يقول أنس : (بينما نحن في المسجد مع رسول الله إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فيصيح الصحابة به مه مه ، فيقول عليه الصلاة والسلام : لا تزرموه دعوه ، ثم يقول له : "ان المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر وإنما هي لذكر الله والصلاة والقرآن "" ثم يلتفت إلى أصحابه ويقول :"" إنما بُعثم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين ، صبوا عليه دلواً من الماء" متفق عليه
*وعن عائشة أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، فقال لهم : وعليكم . فقلت : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم ، فقال رسول الله "مهلاً يا عائشة عليكِ بالرفق وإياكِ والعنف والفحش" رواه البخاري ، وفي رواية "يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل البيت خيراً أدخل عليهم الرفق" أحمد ، وهو صحيح
* ومن رفقه صلى الله عليه وسلم يقول : "اني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيل ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه" متفق عليه .

وإذا سألت عن رحمته صلى الله عليه وسلم فإنك ترى العجب :
* وكيف لا يكون رحيماً وهو القائل "بُعثتُ بالرحمة" مسلم ، وهو القائل "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"
* ومن رحمته أنه قبّل الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي . فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله ثم قال "من لا يرحم لا يُرحم" متفق عليه

وكان رحيماً بالحيوان أيضاً :
*فقد مرّ ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال "اتقوا الله في هذه البهائم" أبو داود
* وكان يُميل للهرة الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها . الطبراني وهو صحيح .
*وهو القائل "فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم
* وهو القائل "من رحم ذبيحة عصفور رحمه الله" صحيح الجامع الصغير

وإذا سالت عن كرمه صلى الله عليه وسلم فهناك أمثلة :
     كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ـ البخاري
* يقول أنس: أن رسول الله لم يسأل شيئاً عن الإسلام إلا أعطاه ، فقال: أتاه رجل فأمر له شاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة ، فقال فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة . رواه مسلم .
* وهو القائل (فوالله لو كان لي عدد هذه العضاة نعماً لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً) البخاري .

أما عن حيائه صلى الله عليه وسلم :
* فقد كان أشد حياءً من العذراء في خدرها … متفق عليه
* وعندما رأى رجلاً يغتسل بالفضاء، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : "ان الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر" أحمد وحسّن سنده الألباني في المشكاة .



فهذه قطوف من صفاته صلى الله عليه وسلم الخَلْقية والخُلُقية

فإذا كنا صادقين في محبتنا له فلنتخلق بأخلاقه وآدابه

ولنتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الصلاة على النبي معناها وحكمها

     إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :

إنَّ موضوعَ (الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم) مهمٌ جداً ، لأنَّ الصلاةَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من العبادات التي أمرنا اللهُ تعالى بها في قولة (يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلِّموا تسليماً)  56 الأحزاب . وقال صلى الله عليه وسلم "من صلّى عليَّ واحدةٌ صلّى الله عليه عشر صلوات وحطَّ عنه عشرَ خطيئات ورفع له عشرَ درجات " أحمدُ وغيرُهُ ، ولأنها من أعظم ما يربط قلبَ المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويزيدُ في محبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم .

وبما أن الصلاةَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم  من العبادةِ التي أُمرنا بها ، فلا بدَّ لها من التقيُّد بما ورد في السنَّةِ ، وأن نبتعدَ عن الصلوات المبتدعةِ التي أحدثها الناسُ .

فما معنى الصلاةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ؟ وما هي صفتُها وما هو حُكمُها وما هو فضلُها وثمراتها وفوائدها ؟  وما هي مواطن الصلاة على النبيُّ صلى الله عليه وسلم  ؟ وما هي الصلواتُ المبتدعةُ التي أحدثها الناسُ لنبتعدَ عنها ؟ سنذكر إجابات هذه الأسئلة فيما يلي :

1)       معنى الصلاةِ والسلام والبركةِ على النبي صلى الله عليه وسلم   :
 أما الصلاةُ فهي في اللغة : الدعاءُ قال تعالى (إنَّ الله وملائكتَه يُصلّون على النبيِّ ، يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلَّموا تسليماً)  فأمّا من الله: ثناؤهُ عليه وذكره في الملاءِ الأعلى. وأمّا من الملائكةِ : فدعاؤهُم له واستغفاُرهُم له . وأمّا من المؤمنين : فدعاؤهم أن يرفعَ اللهُ ذكرَه ويثنَي عليه عند ملائكتِه ، قال الحافظ ابن حجر(وقال الحليميُّ في الشعب : معنى الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (تعظيمُه) فمعنى قولنا : اللهم صلّ على محمد : عظِّمْ محمداً، والمرادُ تعظيمُه في الدنيا بإعلاءِ ذكره ، وإظهارِ مثوبتهِ ، وتشفيعِه في أمَّتِه) فتح الباري (11/156) حديث (6358) البخاري .
 وأمّا معنى التسليم (اللهم سلّم على محمد) (السلامُ عليك يا رسول الله) : أي سَلمتَ من الملام والنقائص، والمرادُ اللهم أكتبُ لمحمدٍ في دعوتِه وأمَّتِه وذكره السلامةَ من كل نقصٍ ، والسلامُ عليك أى : لا خلوتَ من الخيراتِ والبركاتِ وسلمِتَ من المكاره والآفات .
 وأما معنى البركةِ : (وباركْ على محمد) أي زدْهُ من الخيرِ وأدمْهُ عليه وضاعفْهُ له .

2)       حكمُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم :
أ- أمّا الصلاةُ عليه كلَّما ذُكر اسمُه صلى الله عليه وسلَّم : قال ابنُ القيِّم (وقد اختُلِفَ في وجوبها كلَّما ذُكر اسمه، فقال أبو جعفر الطحاوي وأبو عبد الله الحَليمي: تجبُ الصلاةُ عليه كلَّما ذكر اسمُه ، وقال غيرُهما : إن ذلك مستحبٌ وليس بفرضٍ يأثُم تاركُه ، ثم اختلفوا ، فقالت فرقةٌ : تجبُ الصلاةُ عليه في العمر مرَّةٌ واحدة لأنّ الأمرَ المطلقَ لا يقتضي تكراراً وهذا محكيُّ عن أبي حنيفة ومالكِ والثوري، قال عياض وابن عبد البر : وهو قول جمهورِ الأمَّةِ ، وقالت فرقةٌ : بل تجبُ في كلَّ صلاةٍ في تشهّدها الأخيرِ وهو قول الشافعيِّ وأحمد  وغيرهما ، قالت فرقةٌ : الأمرُ بالصلاةِ عليه أمرُ استحبابٍ لا أمر إيجاب وهذا قول ابن جريرٍ وطائفةٍ ، (ثم  ذكر أدلّةَ الموجبين وأدلَّةَ نفاةِ الوجوب) ثم قال : ولكل فرقةٍ من هاتين الفرقتين أجوبةٌ عن حُججِ الفرقةِ الأخرى ... والله أعلمُ بالصَّواب) جلاء الإفهام صـ540

 والراجحُ والله أعلمُ هو القولُ بالوجوبِ للأدلّةِ التاليةِ :

1.  قال الله تعالى (يا أيُها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلّموا تسليماً) 56 الأحزاب،
قال أبو السعود (وهذه الآيةُ دليلٌ على وجوب الصلاةِ والسلام عليه مطلقاً) فتح البيان لصديق (11/139) ، قالوا : أمَرَ اللهُ عبادَه بالصلاةِ عليه عقب إخباره لهم بأنه سبحانه وملائكتَه يصلّون عليه ، وهنا الصلاةُ متكررةٌ وليست مـرةٌ واحدة .

2.  قولـه صلى الله عليه وسلم "جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم قال: شقيَ عبد ذُكرتَ عنده ولم يصلِ عليك ، فقلت آميـن" صحيح الأدب المفرد للبخاري (500)
3.  عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبَرَ فقال "آمين، آمين، آمين" قيل له: يا رسول الله ! ما كنتَ تصنعُ هذا ؟ فقال "قال لي جبريل: رغِمَ أنفُ عبدٍ أدرك أبويه أو أحدَهما ولم يدخلاه الجنَّةَ  قلتُ : آمين ، ثم قال : رغِمَ أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضانُ لم يغفرْ له، فقلتُ: آمين ، ثم قال : رغِمَ أنفُ امرىءٍ ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليكَ: فقلت : آمين" رواه الترمذي والحاكم وهو في صحيح الأدب المفرد (502) والارواء (6). وعند ابن حبان (895) (من ذُكرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك فماتَ فدخل النار فأبعده الله، قل آمين ، فقلتُ : آمين) وعند البزّار والطبراني (ومن ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك ، فأبعده الله ، ثم أبعده  فقلت: آمين ) وعند الطبراني (من ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك  فأبعده الله، قل:آمين، فقلتُ آمين ) قال ابنُ القيِّم (ولا ريب أن الحديثَ بتلك الطرقِ المتعدّدة تفيدُ الصحَّةَ) جلاء الأفهام صـ542 .
 ووجه الاستدلال من الأحاديث : أن فيها ذماً لهم ودعاءً عليهم ، وتارك المستحَب لا يُذمُّ ولا يدعى عليه

4.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ذُكرتُ عنده فخَطىءَ الصلاةَ عليَّ خطىءَ طريقَ الجنَّةِ" صحيح الجامع  (6245) .
5.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ذُكرتُ عنده فليصلِّ عليَّ ، فإنه من صلَّى عليَّ مرةٌ صلى الله عليه عشراً" الترمذي – صحيح الجامع (6246) قال ابنُ القيِّم (والأمرُ ظاهرُهُ الوجوب) جلاء الأفهام صـ543 .
6.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "البخيلُ مَنْ ذُكرتُ عنده فلمْ يصلِّ عليَّ" رواه الترمذي وأحمد وهو صحيحٌ كما في إرواء الغليل رقم (5) في رواية (إن أبخل الناس) صححه الألباني في فضل الصلاة على النبيُّ رقم (37)
قال ابن القيِّم (فإذا ثبت أنه بخيلٌ فوجه الدلالةِ به من وجهين : أحدهما : أنَّ البخلَ ذمِّ وتاركُ المستحب لا يستحقَّ اسمَ الذمِّ ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم "وأيُّ داءٍ أدوأ من البخل" رواه البخاري (3137) وأحمد ، ثانيهما: (أن البخيلَ هو مانعُ ما أوجبَ عليه فمن أدّى الواجبَ لم يُسمَّ بخيلاً) جلاء الإفهام صـ545.
7.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُيما قومٍ جلسوا ، فأطالوا الجلوسَ ، ثمَّ تفرَّقوا قبل أن يذكروا الله تعالى ، أو يصلّوا على نبيِّه كانت عليهم تِرةٌ من الله ، إن شاء عذَّبهم وإنْ شاءَ غفر لهم" رواه الحاكم عن أبي هريرة – صحيح الجامع (2738) الصحيحة للألباني رحمه الله (74) .
8.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حيثما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني" رواه الطبراني ـ صحيح الجامع  ( 3164)
9.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "كل دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصلى على النبيِّ" رواه النسائي صحيح الجامع (4523) .

 هذه الأحاديث وغيرُها تدلّ على وجوبِ الصلاةِ على رسول الله كلَّما ذُكر اسمُه ، والله أعلم .

ب- أمّا حكمُ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الصلاة : ذهب الجمهور إلى عدم وجوبها في التشهّد الأخير. وذهب الشافعيُّ إلى وجوبها على المصلِّي في التشهد الأخير فإن تركه لم تصح صلاتُه . وذهب بعض السلف وأحمد بن حنبل واسحق إلى وجوبها في التشهد الأخير وتاركها لا تبطل صلاتُه. وهذا هو الراجحُ أنها واجبةُ في التشهّدين الأول والأخير وتاركها آثمُ:والدليلُ على ذلك حديثُ أبي مسعود البدري أنهم قالوا: يا رسول الله أمّا السلامُ فقد عرفنا فكيف نصلِّي عليك إذا نحن صلَّينا في صلاتنا؟ فقال: قولوا (اللهم صِلُّ على محمد) رواه أحمد وغيره وهو في مختصر مسلم (309) وصحيح الجامع الصغير (4414) ، وهذا الأمر (قولوا) يدل على الوجوب ويشمل التشهد الأول وغيره كما في حديث عائشة تصفُ صلاةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الليل (ثم يصلَّي تسعَ ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنةِ ، فيدعو ربَّه ويصلّي على نبيِّه ، ثم ينهض ولا يُسلِّم) أبو عوانة في صحيحه والنسائي وهو في صحيح سنن النسائي (1719) وراجع صفة صلاة النبي للألباني صـ164 . وقد جمع الشوكانيُّ في هذه المسألة رسالةٌ مستقلةٌ ذكر أدلَّةَ الموجبين وكذلك في نيل الأوطار، وكذلك رجَّح الوجوب صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد البيان (11/136) ، وقد ذكر ابنُ القيِّم في جلاء الإفهام في الباب الرابع صـ463 وما بعده الأجوبة على المخالفين للوجوب .

3)       صفة الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم :
صحَّتُ الصلاةُ على النبيِّ بأنواع من الصيغ منها سبعُ صفات في كتاب صفةِ صلاة النبيُّ صلى الله عليه وسلم للألباني من صـ165 ، ولابدَّ في الصلاةِ بعد التشهّد من الإتيان بواحدةٍ من هذه الصفات ، وهي مذكورة في آخر البحث ، ولا يقتصر على قول (اللهم صلِّ على محمد) فحَسب إلاّ خارج الصلاة . وليس في شيء من هذه الصيغ لفظ (السيادة) ولم يرد عن السلف من قال بذلك ولا يشرعُ تلفيقُ صيغةٍ واحدةٍ من مجموع هذه الصيغ لأن هذا من المحدثات في الدين وإنما يقول هذا تارةٌ وهذا تارة كما بينه شيخ الإسلام في الفتاوى (22/459)

4) فضلُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم :
النصوص كثيرة وسنذكر ستة فقط :
1- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "من صلَّى عليَّ واحدةٌ ، صلَّى الله عليه بها عشراً" رواه مسلم وأحمد ، وهو في صحيح الجامع الصغير للألباني رحمه الله برقم(6358)
2- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلَّى عليَّ حين يُصبحُ عشراً وحين يمسي عشراً أدركتْهُ شفاعتي يوم القيامة" حسنه الألباني في صحيح الجامع (6357) ورواه الطبراني  .
3- عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلَّى عليَّ واحدةً ، صلى الله عليه عشرَ صلواتٍ ، وحطَّ عنه عشرَ خطيئاتٍ ، ورفع له عشرَ درجاتٍ" رواه أحمد ،وهو في صحيح الجامع (6359)
4- قال أُبيُّ بن كعب: يا رسول الله : إني أصلّي من الليل، أفأجعلُ لك ثُلثَ صلاتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشطر" قال : أفأجعلُ لك شطر صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "الثلثان أكثر" قال : أفأجعلُ لك صلاتي كلَّها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  " إذنْ يغفر لك ذنبُك كلُّه " رواه الترمذي وقال (حديث حسن صحيح) وقال الألباني في فضل الصلاة على النبيَّ رقم (14) : حديثٌ جيَّدٌ ، قال شرّاح الحديث (أراد الصحابيُّ أن يجعل من الليل وقتاً معيّناً للصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم) .
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "من ذُكرتُ عنده فخطيءَ الصلاةَ عليَّ خطيءَ طريق الجنَّة" رواه الطبراني – صحيح الجامع (6245).
6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ أولى الناس بي يوم القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةٌ" رواه الترمذي وغيره وله شاهد – فتح الباري (11/167) جلاء الإفهام (41) .

فوائدُ وثمراتُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم :
أ‌)       امتثالُ أمر الله تعالى القائل (يا أيها الذين آمنوا صلُوا عليه وسلِّموا تسليماً) 56 الأحزاب .
ب‌)     حصولُ عشرِ صلوات من الله تعالى على من يصليِّ عليه مرَّة واحدة (أي رحمات الله) .
ت‌)     ترفعُ له عشر درجات وتُكتبُ له عشرُ حسناتٍ وتُمحى عنه عشرُ سيئاتٍ – لمن صلّى مرَّة واحدة.
ث‌)     أنها سببٌ لشفاعتِه صلى الله عليه وسلم  إذا قرنها بسؤاله الوسيلةَ .
ج‌)     أنها سببٌ لطيب المجلس وأن لا يكون حسرةٌ على أهله يوم القيامة .
ح‌)     نجاةُ المصلِّي عليه من الدعاءِ برغم الأنفِ والشقاءِ والابتعادِ عن رحمه الله .
خ‌)     أنه يُرجى إجابةُ دعائِهِ إذا قدَّمها أمامه .
د‌)      أنها سببٌ لقرب العبدِ منه صلى الله عليه وسلم  يوم القيامة .
ذ‌)      أنها سببٌ لدوامِ محبَّتهِ له صلى الله عليه وسلم  وزيادتها وتقويتها .
 وقد ذكر ابنُ القيِّم في جلاء الإفهام ثلاثين فائدةٌ وثمرة .

6)       مواطِنُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلِّم :

1.  في الصلاةِ آخرِ التشُّهد الآخِرِ ، وقد أجمع المسلمون على مشروعيتهِ ، واختلفوا في وجوبه ، وترجَّحَ وجوبه في التشهّدين كما قال الشافعيُّ والله أعلم .
2.  في صلاةِ الجنازةِ بعد التكبيرة الثانية : ولا خلاف في مشروعيتها فيها ، واختلفوا في وجوبها فقال الشافعي وأحمد وهو مذهبهما أنها واجبةٌ في صلاة الجنازة ولا تصحُّ الصلاةُ إلا بها، وقال مالك وأبو حنيفة: تُستحبُّ وليست واجبةٌ وهو الذي رجَّحه ابنُ القيِّم في جلاء الإفهام.
3.  في الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها : وقد اختلف في وجوبها فقال الشافعي وأحمد في المشهور من مذهبهما : لا تصح الخطبة إلا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، وقال أبو حنيفة ومالك وقول في مذهب أحمد : تصح الخطبة بدونها ، قال ابن القيم (الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  في الخطب مشروعة ، وأما وجوبها فيعتمد دليلا يجب المصير إليه) جلاء الإفهام – الموطن الخامس للصلاة على النبي صـ562 .
4.  بعد إجابة المؤذن: لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، فإنه من صلى عليّ صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة" رواه مسلم(384)
5.  عند الدعاء: ومر معنا حديث (كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي) النسائي، وفي صحيح الجامع (4523) وهو حديث حسن . قال ابن القيم (مفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  كما أن مفتاح الصلاة الطهور) جلاء الإفهام في الموطن السابع للصلاة على النبي صـ535 ، روى الترمذي وقال  (حسن صحيح) واحمد وأبو داود والنسائي عن فضالة بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال "إذا دعا أحدكم ، فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بعد بما شاء"
6.  عند الدخول إلى المسجد وعند الخروج منه : روى ابن خزيمة وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج ، فليسلم على النبي ، وليقل : اللهم أجرني من الشيطان الرجيم" صحيح الجامع (515) ، وفي رواية أخرى "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل على النبي" صحيح الجامع (156) .
7.  عند اجتماع القوم قبل تفرقهم : مر معنا حديث (ما جلس قوم مجلسا ، ثم تفرقوا ولم يذكروا الله ، ولم يصلوا على النبي إلا كان عليهم من الله ترة ، إن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم) رواه ابن حبان والحاكم –صحيح الجامع (2738) .
8.  عند ذكره صلى الله عليه وسلم وترجح وجوبها كما مرمعنا في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
9.  يوم الجمعة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ من أفضلِ أيّامكم يومَ الجمعةٍ، فيه خُلقَ آدمُ، وفيه قُبضَ وفيه النفخةُ وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ" رواه أحمد .د.ن.هـ. حب – صحيح الجامع (2212) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "أكثروا عليَّ الصلاةَ يومَ الجمعةِ" رواه البيهقي – صحيح الجامع (1209)
10.    في أول النهارِ وآخرهِ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى عليَّ حين يصبحُ عشراً ،  وحين يُمسي عشراً أدركتْه شفاعتي يوم القيامةِ" حسنُ – رواه الطبراني – صحيح الجامع (6357) .


هذه المواطنُ ثبتَتْ فيها الأحاديث الصحيحة والحسنةِ : وقد ذكر ابن القَّيم في جلاء الإفهام واحداً وأربعين موطناً معظمُها لم يصحَّ فيه حديثٌ مرفوع كالصلاة عليه آخر القنوت وعند الصفا والمروةِ وعند الفراغ من التلبيةِ وعند استلام الحجرِ وعند الوقوفِ على قبره وعقبَ ختم القرآن وعقبِ الذنبِ وعند خطبةِ النكاح وعند العطاسِ وبعد الفراغ من الوضوءِ وعند دخول المنزل وعند النسيانِ وعند طنين الأذنِ وعند النوم وغيرها ، ولا يخفى أن أكثرها من الأمور التي أحدثها الناسُ بغيرِ دليل صحيح .

7)       الصلواتُ المبتدعةُ :
قد وردت في الأحاديث الصحيحةِ صيغُ الصلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاةِ وغيرها . وقد وضع بعضُ المشايخِ المتأخرين صيغاً فيها مخالفاتٌ لهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومن هذه الصيغ الصلواتُ المبتدعةُ قولهم :
1.  (الصلاةُ والسلامُ عليك يا أول خلقِ الله) وهذا مخالفٌ لقوله تعالى : (إذْ قال ربُّك للملائكةِ أنّي خالقٌ بشراً من طين) 71 ص. فالملائكة قبل البشر والأنبياء ، وقد صحّ في الأحاديث أن أول ما خلق الله القلم .
2.  قالوا (اللهم صلّ على من كانَ إذا مشي في البرِّ تعلَّقت الوحوشُ بأذياله) .
3.  قولهم (اللهم صلِّ على محمد وعلى آله بحرِ أنوارِك ومعدنِ أسرارِك) .
4.  قولهم (اللهم صلِّ على من تفتَّقت من نوره الأنهار) .
5.  قولهم (اللهم صلِّ على محمد السابقِ للخلقِ نورُه) وهو لم يخلقْ من نور بل خُلق من تراب
6.  قولهم (اللهم صلِّ على محمد طبِّ القلوب ودوائِها ، وعافيةِ الأبدان وشفائها) .
7.  قولهم (اللهم صلِّ على محمد الفاتحِ لما أُغلقَ) .

فلنحذر من هذه الصيغ المبتدعةِ وخاصة في كتاب دلائل الخيرات للجزولي ، وعلينا الالتزام بالألفاظ والصيغ المأثورةِ في السُنّةِ عن السلف الصالح . وقال ابن مسعود (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم)
8.  فائدةٌ حول الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم : قال العلامةُ صدّيق حسن خان بعد أن ساقَ أحاديث كثيرةٌ في فضل الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم    : "لا شك أنَّ أكثرَ المسلمينَ صلاةٌ عليه صلى الله عليه وسلم هم أهلُ الحديثِ ورواةُ السنَّةِ المطهَّرةِ ، فإنهم يصلَّون عليه مع كلِّ حديثٍ ... وهم أولى الناسِ برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامةِ وأسعدُهم بشفاعتِه ، ولا يساويهم في هذه الفضيلةِ أحدٌ من الناس  فعليكَ يا باغيَ الخيرِ وطالب النجاةِ بلا ضَير أن تكون محدّثاً أو متطفلاً على المحدّثين "بإختصار من كتابه (ترك الأبرار) صـ161 .

خاتمــــةٌ : وصية من الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله  :

قال في مقدِّمةِ تحقيقه لكتاب (فضل الصلاة على النبيِّ) للإمام إسماعيل الجهضمي  ت 282 هـ - صـ 15  (إنْ وصيِّتي إليك أيها المسلم أن تقرأ هذا الكتاب وتعملَ بما فيه من الأحاديثِ الثابتةِ عنه وجملة ذلك :

أ‌)      أن تكثرَ من الصلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم في سائرِ أوقاتكَ ، فإنَّك تنال بها عند الله صلاةٌ منه عليك ويرفعَ درجتَك ويُكثرَ في حسناتِكَ ويمحوَ من سيئاتِكَ .
ب‌)    وصلِّ عليه حيثما كنتَ ، فإنِّ سلامَكَ يبلَغُه بتبليغ الملائكةِ له .
ت‌)   وصلِّ عليه كلِّما ذُكرَ فإنَّك إن لم تَفعلْ كنتَ عنده بخيلاً .
ث‌)   وإيّاك أن تنسى وتتركَ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم    .
ج‌)    وإذا صلَّيتَ عليه فصلِّ بما ثبت عنه من صيغِ الصلاةِ الإبراهيمية .
ح‌)    وسلِ الله له الوسيلةَ التي هي أعلى درجةٍ في الجنَّةٍ تنلَ بذلكم شفاعةً خاصة) انتهى كلامه.

(صيغ الصلاةِ الإبراهيمية في التشهد في الصلاة) التي صحَّتْ فيها الأحاديثُ ، ولابد من الالتزام بأحدها :

1.  "اللهم صل على محمد ، وعلى أهل بيته ، وعلى أزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد ، وعلى آل بيته ، وعلى أزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ". وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم
2.  "اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد"
3.  "اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد  وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد"  
4.  اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد ، كما باركت على آل  إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد" .
5.  "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد عبدك ورسولك ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم  "
6.  اللهم صل على محمد و على أزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد و على أزواجه وذريته ، كما باركت على  آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد "
7.  "اللهم ! صل على محمد وعلى آل محمد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .

نقلتها من كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم  للألباني من صـ164 إلى صـ167



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،