الأربعاء، 24 أغسطس 2016

علامات الساعة الصغرى والكبرى

الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ علي خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله  وبعد،،
إن الإيمان بالغيب هو أساس الإيمان ، ومن ذلك الإيمان باليوم الآخر ، ولقد بين الله عز وجل في كتابه أن هذا اليوم آتٍ لا ريب فيه. ولقد وضح لنا رسول الله أن بين يدي هذا اليوم علاماتٌ وأشراط منها عشرٌ كبرى ستظهر تباعاً وبانتهائها يأذن الله عز وجل بقيام الساعة.

ومن باب التذكير والتحذير نتكلم عن علامات الساعة الصغرى والكبرى .

 وقبل الكلام عن هذه العلامات بقسميها الصغرى والكبرى ، لابد من مقدمة :-

قال تعالى  (وإنَّ الساعةَ آتية لا ريبَ فيها، ولكنَّ أكثَر الناس لا يؤمنون) غافر (95) وقال تعالى (اقترِبتِ الساعةُ وانشقَ القمرُ) القمر (1) ، وقال تعالى (يسأَلُكَ الناسُ عن الساعةِ ، قل إنما علمُها عند الله ، وما يدْريك لعلَّ الساعةَ تكوَنُ قريباً) الأحزاب (63) ، ومع اقتراب الساعةِ يزداد بُعدْ الناسِ من الله عز وجل: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقتربت الساعةُ ولا يزدادُ الناسُ على الدنيا إلا حرصاً ، ولا يزدادون من اللهِ إلا بعداً" رواه الحاكم وغيره ، وهو في صحيح الجامع  (1157) . قال اللهُ تعالى (فهل ينظرونَ إلا الساعةَ أنْ تأتيَهُم بغتَةَ فقد جاءَ أشراطُها) محمد (18)، قال ابن حجر (المراد بالأشراطِ : العلاماتِ التي تعقبها قيامُ الساعةِ) فتح الباري (13/79)

 إذا للساعةِ علاماتٌ بدليلِ الكتابِ والسُنَّةِ ؟ فما هي فوائدُ العلمِ والبَحْثِ في علاماتِ الساعةِ ؟ وما هي علامات الساعة الصغرى والكبرى ؟

فوائُد العلْمِ بعلاماتِ الساعةِ :
أ‌)         التصدَيق الجازمَ بهذه العلامات لأنها من الإيمان بالغيب وقد أخبرنا اللهُ ورسولهُ عنها .
ب‌)      تثبيت الإيمان بيوم القيامة بعد وقوع العلامات التي تدل عليه .
ت‌)      معرفة أشراط الساعة يؤدي إلى العمل والاستعداد ليوم الحساب ، قال تعالى  (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) الكهف (110)
ث‌)      تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه العلامات وكيفية التصرف حيالها : مثلا : من علامات الساعة كثرة الفتن ، فكيف يتصرف المؤمن عندها ؟ عن عبد الله بن عمرو قال (كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا منزلاً ، فنادى منادي رسول الله فاجتمعنا إلى رسول الله فقال  "إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتُها في أولها ، وسيصيب آخرَها بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها ، وتجيء فتنةٌ فيرقق بعضُها بعضاً ، وتجئ الفتنةُ فيقول المؤمنُ : هذه مهلكتي ، ثم تنكشفُ ، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن :هذه هذه فمن أحب أن يزحزَحَ عن النارِ ويدخل الجنة فلتأته منيتُه وهو يؤِمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ، وليأت الناسَ الذي يحبُّ أن يؤتَى إليه"  مسلم وأحمد والنسائي ، وستأتي أمثلة أخرىِ أثناء البحث .

فما هي علاماتُ الساعةِ الصغرى والكبرى ؟

علاماتُ الساعةِ الصغرى : ومنها علاماتٌ وقعت ومنها ما هي مستمرة ومنها لم تقعْ وهي :
1.        بعثتُه صلى الله عليه وسلم وموتُه أولُ علاماتِ الساعةِ الصغرى : في الصحيحين قال رسول الله " بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتين" وعند البخاري (أعدد ستاً بين يدي الساعةِ : موتي ثم فتح بيت المقدس)
2.        خروجُ الدجَّالين أدعياءُ النبَّوة : في الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله "لا تقومُ الساعةُ حتى يُبعْثَ دجالون كذابون قريبٌ من ثلاثين ، كلَّ يزعُمُ أنهّ رسولُ الله" وقد خرج منهم في عهد الصحابة مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ، وظهر حسين بن علي بن الميرزا عباس في إيران وأتباعه البهائية ، وأحمد غلام القادياني وأتباعه القاديانية وغيرهم .
3.        تكليُم السباعِ والجمادِ للإنسِ : روى أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجلَ عذبةُ سوطه وشراكُ نعله ، ويخبره فخذُه بما حدَث أهلُه بعده" الصحيحة (823) ، وفي الصحيحين قال رسول الله "بينما رجل يسوق بقرة ، إذ ركبها فضربها فقالت : إنا لم تخلق لهذا ، إنما خلقنا للحرث" فقال الناس سبحان الله بقرة تتكلم ؟ فقال "إنني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر" اللؤلؤ والمرجان (1544)
4.        نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى في الشام : عن أبي هريرة أن رسول الله قال "لا تقوم الساعة ، حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى" متفق عليه . فتح (13/78) و . م (2903) ، وهذه النار وقعت فعلاً سنه 654 هـ ، ودامت خمسة عشر يوماً وقيل شهر . قال النوويَ في شرح مسلم (بُصرى مدينة معروفة بالشام وهي مدينة حوران … وقد خرجت النار في زماننا وكانت ناراً عظيمة جداً ، تواتر العلم بخروجها) (18/30) ، وقال أبو شامةَ المقدسيُّ (وصلتنا كتب من الناس تقول : كنا في بيوتنا تلك الليالي وكأن في دار كلٍ منا سراجٌ ولم يكن لها حرٌّ ولفحٌ على عِظَمِها ، وانفجرت من الأرض وسال منها وادٍ من نار حتى حاذ جَبَلَ أحدٍ ، واللهِ يا أخي إنّ عيشتَنَا اليومَ مكدَّرةّ ، والمدينةُ قد تاب جميعُ أهلها ، ولا بقي يُسْمَعُ فيها ربابٌ ولا دفً ولا شربٌ) كتاب الذيل وشرحه . وقد نقل الحافظ بن حجر في فتح الباري (13/79) ، وصفها وتاريخها فليراجع .
5.        إسناد الأمر إلى غير أهله : في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : (بينما النبيُّ في مجلس يحدث القومَ ، جاءه إعرابيُّ فقال : متى الساعةُ ؟ فمضى رسولُ الله يحدث ثم قال "إذا ضُيعتِ الأمانةُ فانتظرِ الساعة" قال : كيف إضاعتُها ؟ قال "إذا وُسْدَ – وفي رواية – إذا أسنِدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِه ، فانتظرِ الساعةَ "  فتح (1/143) ، قال المناوي في فيض القدير (1/451) (إذا أسند الأمرُ أي : إذا فوض الحكمُ المتعلِّقُ بالدين كالخلافة ومتعلقاتها من إمارةٍ وقضاءٍ وإفتاءٍ وتدريس وغير ذلك) ، ثم قال (إنما دل على دنو الساعة لإفضائه إلى اختلال الأمر والنهي ووهن الدين وضعف الإسلام ، وغلبة الجهل ، ورفع العلم ، وعجز أهل الحق عن القيام به ونصرته) فيض القدير (1/451)
6.        انحسار الفرات عن جبلٍ من ذهب يقتتل الناس عليه : في الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً" فتح (13/78) . م 2894) – شرح النووي (18/19) وعند مسلم (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهبٍ يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائةٍ تسعة وتسعون ، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو) مسلم (2294) ، قال النووي (ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه) وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه وسبب النهي عن الأخذ منه ما ينشأ من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء .
7.        ولادةُ الأمةِ رَّبتَها أو ربَّها : أي سيِّدَها.
8.        وتطاولُ الحُفَاةِ العراةِ رعاةُ الشاةِ في البنيانِ :والدليل على ذلك حديث جبريل في الصحيحين وغيرَهما وأنه أتى على صورة رجل ، وسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان ومتى الساعة ، فأجابِه رسول الله ثم قال "وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان" حديث(50) فتح(1/114) وفي رواية لمسلم "وإّذ كانت العراةُ الحفاةُ رؤوسَ الناسِ فذاكَ من أشراطِها ، وإذا تطاول رعاةُ البُهْمِ في البنيان ، فذاك من أشراطها…" مختصر مسلم (3) ، قال ابن حجَر (فتح 1/122) : (إذا ولدت الأمةُ ربَّها أو ربَّتَها) فيه أربعة أقوال : الأول : يستولي المسلمون على بلاد الشرك وتسبى ذراريهم فإذا ملك الرجل الجارية إستولدها كان الولد بمنزلة ربها . الثاني : أن تبيع الساداتُ أمهاتِ أولادِهِم ، فيشتريها ولدُها ولا يشعر بذلك فيكون سيداً لها وهي أمُّه ، الثالث : أن تلدَ الأَمَةُ حراً من غيرِ سيدِها ، ثم تباعُ فيشتريها ابنُها وهو لا يعلم . الرابع : أن يكثُرَ العقوق في الأولاد ، فيعامل الولدُ أمَّهُ معاملةَ السيد أمتَه من الإهانةِ بالسبِّ والاستخدام . قال ابنُ حجر (وهذا هو أوجه الأوجه عندي لعمومه) فتح (1/122 – 123)
9.        وضعُ الأخيارِ ورفعُ الأشرارِ : عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "سيأتي على الناس سنواتٌ خداعات ، يصدَّقُ فيها الكاذبُ ، ويكّذبُ فيها الصادقُ ، ويؤَّمنُ فيها الخائنُ ويخوَنُ فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة" قيل وما الرويبضة؟ قال "الرجل التافه يتكلم في أمرِ العامَّةِ" رواه أحمد وابن ماجه – الصحيحة (1887) ، وعن عبد الله بن عمرو قال : (إن من أشراط الساعة أن تُرْفَعَ الأشرارُ وتوضَعَ الأخيارُ) رواه الحاكم وقال الألباني عنه (هو وإن كان موقوفاً فله حكم الرفع لأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بمجرد الرأي) راجع كتابة الحديث حجة بنفسه صـ 91 في الهامش .
10.     قطع الأرحام
11.     والفحشُ والتفحشُ : قُبْحُ المقالِ وسِّيءُ الأَفْعَالِ وإظهارُها
12.     وتخويُن الأمينِ وائتمانُ الخائنِ : روى أحمد والبزّار عن ابن عمرو أن رسول الله قال "من أشراط الساعة: الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وتخوين الأمين ، وائتمان الخائن" صحيح الجامع (5770)
13.     استفاضةُ المال ، أي كثرتَه : روى الشيخان عن أبي هريرة قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يهمَّ ربِّ المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ لي فيه" صحيح الجمع (7407) وعند البخاري عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله "أعدُد ستاً بين يدي الساعة – وذكر منها – استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا" جامع الأصول (10/413)
14.     تسليُم الخاصَّةِ : قال رسول الله "إن منِ أشراط الساعة إذا كانت التحيةِ على المعرفة" الصحيحة (2/648) رواه أحمد والطبراني .
15.     وفشوُّ التجارة.
16.     شهادة الزور وكتمان شهادة الحق.
17.     ظهوَّر القلمِ : في مسند الإمام أحمد عن ابن  مسعود قال: قال رسول الله "إن بين يدي الساعة : تسليم الخاصة ، وفشوُّ التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام وشهادة الزور ، وكتمان شهادة الحق ، وظهور القلم" السلسلة الصحيحة (647)
18.     المروُر في المساجدِ واتخاذُها طريقاً وعدمُ الصلاةِ فيها : في صحيح ابن خزيمة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "إن من أشراط الساعة : أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين" السلسلة الصحيحة (2/649) ، وعند الطبراني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله "من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلى فيه ركعتين ، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف" صحيح الجامع (5773)
19.     التباهي في المساجدِ : التفاخرُ ببنائِها ورفعُها ونَقْشُها : عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أشراطِ الساعةِ أن يتباهى الناس في المساجد" رواه أحمد وأب داوود والنسائي – صحيح الجامع (5771) ،قال المناوي (أي يتفاخرون بتشييدها ويراءون بتزيينها … قال الطيبيُّ رحمه الله : (وذهب الجمهور إلى كراهية نقش المسجد وتزو يقه) فيض القدير (6/9) ، قلت وقد نهى رسول الله عن ذلك : فقد روى أبو داوود عن ابن عباس قال : قال رسول الله : "ما أمرت بتشييد المساجد" قال ابن عباس (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى) صحيح الجامع (4526) ، قال المناويُّ (أي ما أمرتُ برفْعِ بنائهِا ، ليجعل ذريعةً إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من فعل أهل الكتاب ، وفيه نوع توبيخ وتأنيب) فيض القدير (5/426) ، ورى الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال (إذا زخرفتم مساجدَكُم ، وحلَّيتُمْ مصَاحفَكُم ، فالدّمارُ عليكم) صحيح الجامع (599) قال المناوي : زخرفة المساجد وتحلية المصاحف منهيٌّ عنها ، لأن ذلك يشغل القلب ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله تعالى ) فيض القدير (1/366)
20.     عودةُ أرضِ العرب جناتٍ وأنهارا ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله "لا تقوم الساعةُ حتى تعودَ أرضُ العربِ مروجا وأنهاراً" أحمد ومسلم والحاكم ، قال العلماء : ويكون ذلك بسبب ما يقوم به أهلها من حفر الآبار ، أو بسبب تغيير المناخ وهو الأظهر .
21.     كثرة القتلِ : أي قتلُ المسلمين بعضَهُم بعضاً : في صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج ، قالوا وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل ، القتل" مختصر مسلم (2009) وفي مسند أحمد عن أبي موسى قال (حدثنا رسول الله أن بين يدي الساعة الهرج : القتل ما هو قتل الكفار ، ولكن قتل الأمة بعضها بعضاً ، حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله ، ينتزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف لها هباءٌ من الناس ، يحسب أكثرهم  أنهم على شيء ، وليسوا على شيء "" صحيح الجامع الصغير (2047)
22.     ظهورُ الفتنِ : وبعضًها شديدةٌ مظلمةٌ ومنها خفيفةٌ ، وقد يبلغ من شدة هذه الفتن أن تُخرِجَ المسلمَ عن دينِه . في الصحيحين قال رسول الله "يتقارب الزمان وتظهر الفتن" صحيح الجامع (1633) ، روى مسلم عن رسول الله أنه قال "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً" وقال أيضاً "تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً" أحمد ومسلم – صحيح الجامع (2957) ، والفتنة هي الاختبار وقد أطلقت على كل مكروه.

والذي يجتنب الفتن هو السعيد ، في سنن أبي داو ود عن المقداد أن رسول الله قال "إنَّ السعيد لمن جنِّب الفتن ، إنَّ السعيد لمن جنِّب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر فواها" صحيح الجامع (1633) ، أي السعيد هو الذي يبعد عنها ويلزم بيته ، وإذا ابتلي صبر عليها وعلى ظلم الناس له ولم يدفع عن نفسه.
 فإذا وقعت الفتن بين المسلمين فماذا يفعل المؤمن ؟ قال رسول الله "إذا كانت الفتنة بين المسلمين ، فاتخذ سيفاً من خشب" أحمد والترمذي  وابن ماجة – صحيح الجامع (773) ، قال المناوي : قال الطبري (إن محل الأمر بالكف إذا كان القتل على الدنيا أو لإتباع الهوى أو عصبية) فيض القدير (1/429) ،وقال رسول الله "سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته" الديلمي عن أبي موسى – صحيح الجامع (3543) ، وقال أيضاً "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع به شَعفَ الجبال ومواقع القطرِ ، يفر بدينه من الفتن" أحمد والبخاري وأبو داو ود – صحيح الجامع (8093)
  وأعظم هذه الفتن ثلاث ، ففي صحيح مسلم عن حذيفة قال : قال رسول الله وهو يعد الفتن "منهن ثلاثً لا يَكَدْنَ يَذَرنَ شيئاً ، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف منها صغارٌ ومنها كبارٌ" مختصر مسلم (1992) ، ولعل الفتن الثلاث الكبار  هي المذكورة في حديث ابن عمر قال : (كنا قعودا عند النبي فذكر الفتن ، فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس ،  فقال قائل : وما فتنة الأحلاس ؟ فقال : هي هربٌ وحربٌ ، ثم فتنة السراء ، دخنها من تحت قدمي رجلٍ من أهل بيتي … ثم الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ، حتى يصير الناسُ إلى فساطين … فسطاطٌ إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه ، فإذا كان ذاكُم ، فانتظروا الدجالَ من يومه أو غدِه)  أبو داوود وأحمد والحاكم – صحيح الجامع (4070) والصحيحة (974)
23.     خروجُ المهديَّ :ثبت في الأحاديث المتواترة أن الله تعالى يبعث في آخر الزمان خليفة ، يحكم بالإسلام وينشر العدل في هذه الأمة ، اسمه محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي ، قال رسول الله "لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملكَ رجلٌ من أهل بيتي يواطيءَّ اسمُه اسمي" أحمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم – صحيح الجامع (7152) ، وعند أبي داوود "يواطيء اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً ، كما ملئت؟ُ ظلما وجوراً" صحيح الجامع (5180) ، وقال رسولُ الله "يمكث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثَرَ فتسعا" البزار والطبراني – صحيح الجامع (7752) ، وبينت الأحاديث الصحيحة أن عيسى بن مريم يصلى خلفه حين نزوله إلى الأرض – صحيح الجامع ( 7752) وأن خلافته ستكون على منهاج النبوة – أحمد – الصحيحة (5)
هذه بعض علاماتِ الساعةِ الصُّغرى .

علامات الساعة الكبرى : وهي عشر تقوم بعدها القيامة مباشرة

في صحيح الإمام مسلم عن حذيفة الغفاري قال (اطلع النبي صلي الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال : (ما تذاكرون ؟ ) قالوا : نذكر الساعة ، قال : "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آياتٍ ، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها، نزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوف : خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم" رواه مسلم في كتاب الفتن وأبو داو ود والترمذي – مختصر مسلم (2037) صحيح الجامع (1631)
أما  ترتيب الآيات والعلامات الكبرى :
فقبل ظهور العلامة الأولى من العلامات الكبرى وهي خروج الدجال : يكون صلحٌ آمنٌ بين المسلمين والنصارى ، ثم يغدر النصارى الصلح وتكون الملاحم فيجتمع المسلمون على قتال العدو ، وتكون الملحمة الكبرى ، فينتصر المسلمون عليهم ، فيخرج الدجال ويقاتله المسلمون بقيادة عيسى بن مريم . روى أحمد وأبو داو ود وابن ماجة وابن حبان أن رسول الله قال "ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول  فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلب الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين ، فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة" المشكاة (5428) فتقع مقتلة عظيمة ينتصر فيها المسلمون ، قال صلى الله عليه وسلم "فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذا صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم" مختصر مسلم (2029)
 إذا العلامة الأولى الكبرى خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام الذي يقتل الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى ثم يهلكون ويحكم عيسى أربعين سنه ، أما باقي العلامات فلم يرد دليلٌ على ترتيبها  وأما آخرها فهي النار التي تخرج من اليمن – راجع فتح الباري (11/353)
1.        خروج الدجال ، المسيح الدجال : سمِّي مسيحاً لأن عينه الواحدة ممسوحة ، والدجال أي الكذاب حيث يدعي الربوبية ، يخرج بعد انتصار المسلمين في الملحمة على الروم : في صحيح مسلم (فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطلٌ ، فإذا جاؤوا الشام خرج) والدجال ثبت في الأحاديث الكثيرة المتواترة عند أهل السنة . قال النووي في شرح مسلم (قال القاضي : هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وأنه شخصٌ ابتلى الله به عباده ، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى ، ثم يعجزه الله بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ، ويبطل أمره ويقتله عيسى عليه السلام ، وهذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافا للخوارج والجهمية وبعض المعتزلة) وهذه بعض الأحاديث :
في صحيح مسلم عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله : "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال" مختصر مسلم (2058)
وعند ابن ماجة وصحيح ابن خزيمة "وهو خارجٌ فيكم لا محالة" صحيح الجامع (7752) فهو يخرج والناس في بلاءٍ ومحنة وجوع شديدٍ وهم بحاجةٍ إلى منقذ ، فتأتي هذه الفتنة العظيمة لتقلب الموازين ، فيجري الله على يديه أشياء
في صحيح مسلم قال رسول الله "فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت دراً وأسبغه ضروعاً ، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل" صحيح الجامع (4166)
في الصحيحين "إن معه ماءً وناراً فناره ماء بارد وماؤه نار" "فلا تهلكوا" والكلمة الأخيرة عند مسلم فقط .
وعند ابن ماجه وابن خزيمة "وان من فتنته أن يقول للأعرابي: رأيت ان بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان : يا بنى : اتبعه فإنه ربك" صحيح الجامع (7752)
في الصحيحين قال رسول الله "ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة"

¨طريق النجاة منه :
أ‌)         الفرار منه :قال رسول الله "من سمع بالدجال ، فلينأ عنه ، فو الله ، إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات" أحمد وأبو داوود والحاكم – المشكاة (5488)
ب‌)      عدم تصديقه في كل ما يفعل ، فجنته نارٌ وناره جنة .
ت‌)      قراءة أوائل أو أواخر سورة الكهف قراءة تدبر وتفكر وحفظها : في صحيح مسلم "فمن أدركه منكم ، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، فإنها جواركم من فتنِهٍ" أبو داوود – مشكاة المصابيح (5475) وعند مسلم "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ، عصم من فتنة الدجال" وفي رواية "من آخر الكهف" مختصر مسلم (2098)
ث‌)      اللجوء إلى أحد الحرمين لأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة كما مرَّ معنا .
ج‌)       الاستعاذة بالله من الدجال في الصلاة وقبل السلام ، والحديث في الصحيحين وفيه الأمر بذلك (صفة صلاة النبي للألباني صـ145) وفي الحديث "… وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال "

·   يمكث في الأرض أربعين يوماً : ففي صحيح مسلم : قال الصحابة : يا رسول الله "وما لبثُه في الأرض ؟  قال : أربعون يوماً ، يومٌ كسنة ، ويومٌ كشهر ، ويومٌ كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ، قلنا يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنةٍ ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال لا ، اقدروا له قدره"
·    هلاكه والقضاء على فتنته وإهلاك أتباعه من اليهود : في صحيح مسلم "فإذا جاؤوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوَّون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فيأمهم ، فإذا رآه عدوَ الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه" وعند ابن ماجة وابن خزيمة "فيقتله ، فيهزم الله اليهود" صحيح الجامع (7752)
2)       نزول عيسى بن مريم عليه السلام  قال تعالى (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)  إلى قوله تعالى : (بل رفعه الله إليه) النساء (158) والأحاديث في ذلك متواترة ، ومرَّ معنا قريباً ما رواه مسلم في صحيحه أن عيسى عليه السلام ينزل والناس يسوّون الصفوف لصلاة الصبح وبعدها يذهبون لقتال الدجال ، فيقود عيسى جيش المسلمين ويقتل الدجال وهذا أول عمل يقوم به ، ثم ثاني عمل هو الدعاء على يأجوج ومأجوج فيستجيب الله له ويصبحون موتى ، ثم ثالث عمل هو تحكيم شريعة الإسلام والقضاء على المبادئ الضالة والأديان المحرفة . في الصحيحين قال رسول الله "والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما عدلاً ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الحرب (الجزية)" صحيح الجامع(3814)  فيعيش الناس في رخاء وطيب عيش ، وعند أبي داود قال رسول الله"فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون" صحيح الجامع(5265)
3)       خروج يأجوج ومأجوج : ورد في الأحاديث الصحيحة أن هذه الأمة جزءً من ألف منهم – فتح الباري (6/386) قال تعالى (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض) الكهف ، وقال تعالى : (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدَبٍ ينسلون) الأنبياء (69) ، ويأجوج ومأجوج أمتان كثيرتا العدد وهما من ذرية آدم عليه السلام كما في الصحيحين ، وهم يريدون الخروج ولكن السد مانعهم ، قال تعالى  (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً) الكهف ، وخروجهم بعد انتصار عيسى عليه السلام على الدجال وجيشه : في صحيح مسلم (ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حَبٍ ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النَّغف في رقابهم  ، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل طيراً كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً لا يكنُّ بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة) ، وأخيراً قال رسول الله : "من أدرك منكم عيسى بن مريم ، فليُقرنْهُ مني السلام" الحاكم – صحيح الجامع (5877)
4)       دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار وهدم الكعبة وعودة البشرية إلى الجاهلية : يضعف الإسلام وينتشر الشر : قال رسول الله : "يدرس الإٍسلام كما يدرسُ وشيُ الثوب ، حتى لا يُدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسك ولا صدقة ، وليُسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آية" ابن ماجة والحاكم – الصحيحة (87) ، قال رسول الله "يُخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ، ويسلبها حُليِّها ويُجرِّدها من كسوتها ، ولكأني أنظر إليه أصيلعا أفيدعا ، يضرب بمسحاته ومعوله " أحمد والشيخان ، الصحيحة (579) فتح الباري (3/1595-1596)
5)       الخسف والمسخ والقذف : أي ابتلاع الأرض لأناس ، وتحول صور ناسٍ لصور قبيحة كالحيوانات ، ورمي لأناس من السماء بالحجارة ، ومن ذلك ثلاثة خسوفٍ كبرى هي خسف بالمشرق والآخر بالمغرب والثالث في جزيرة العرب ، قال رسول الله : "سيكون في آخر الزمان خسفٌ وقذفٌ مسخٌ ، إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر" الترمذي والطبراني عن سهل بن سعد – صحيح الجامع (3559) (3665)(4273) ، قال رسول الله "ليَبيتنَّ أقوامٌ من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو ، فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير" رواه أبو نعيم عن ابن عباس – وهو في الصحيحة (1604)  ، قال رسول الله "ليشربنَّ أناسٌ من أمتي الخمر يسموها بغير اسمها ويضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم قردة وخنازير" ابن ماجة وابن حبان – صحيح الجامع (5454) ، قال رسول الله "يغزو جيشٌ الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء يُخسف بأولهم وآخرهم" البخاري /فتح (2118) ، فليحذر المسلمون المتكبرون أن يخسف بهم ، وليحذر الذين يخالفون أوامر الله أن يُمسخوا حميراً وكلاباً .
6)       الدخان : وهى علامة كبرى على الراجح ، وهذا الدخان يملأ ما بين السماء والأرض ، قال تعالى  (فأرتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين)، وقال رسول الله "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات" فذكر الدخان والدجال وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج" مختصر مسلم ، وهذه آيات كبرى وفيها الدخان ، وهذا الدخان يكون عذاباً على الكافرين وكهيئة الزكام على المؤمنين ، كما صح عن ابن مسعود – شرح النووي لمسلم (18/27)
7)       خروج الدابة : تخرج من الأرض تكلم الناس ، وتَسِمُهُم على خراطيمهم قال تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) النمل (82)
     قال ابن كثير (3/374) (وهذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس) قال رسول الله "تخرج الدابة فتَسِمُ الناس على خراطيمِهم ، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعيرَ فيقول : ممِّن اشتريته ؟ فيقول : اشتريته من أحد المخطَّمين" رواه أحمد والبغوي وأبو نعيم وهو في الصحيحة (322)
8)       طلوع الشمس من مغربها :  فلا يراها أحد إلا آمن ، ولكن ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل "رواه مسلم – صحيح الجامع (84) ، قال رسول الله : "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، تاب الله عليه" مسلم – فتح الباري (11/354) ، قال رسول الله :"لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعين ، فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً" متفق عليه – فتح (11/352) – مسلم (1/37)
9)       الريح التي تقبض أرواح المؤمنين :لقد مرَّت الأهوال على المؤمنين وتوالت عليهم الآيات الكبرى من أشراط الساعة ، وأن لهم أن يستريحوا استعداداً ليوم الفزع الأكبر ، في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "إن الله تعالى يبعث ريحاً من اليمن ألين من الحرير ، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته" شرح النووي (2/132) وعند مسلم أيضاً عن عبد الله بن عمرو (حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل ، لدخلته عليه حتى تقبضه) مختصر مسلم (2052)
10)    خروج النار التي تطرد الناس إلي محشرهم وهو الشام حيث يجتمعون ثم تقوم الساعة عليهم ويموتون : مرَّ معنا حديث مسلم (أنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان والدجال والدابة …. وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلي محشرهم ) مختصر مسلم (2037) – صحيح الجامع (1631) ، قال رسول الله "الشام أرض المحشر والمنشر" صحيح الجامع (3726) ، فالناس يتَجهون إلى الشام في نهاية الأمر، ويبقي بعضهم في أماكنهم ، هؤلاء تحشرهم وتطردهم النار : في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يحشر الناس على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين ، واثنان على بعير ، وثلاث على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، ويحشُرُ بقيتهم النار ، تقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا" فتح (6522) (فتح 11/380) ، وعند الترمذي من حديث ابن عمر رفعه (ستخرج نارٌ من حضرموت قبل القيامة تحشر الناس، قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام) صحيح الجامع (3603)
فإذا تجمع الناس نفخ في الصور النفخة الأولي وقامت القيامة بعد وقوع جميع العلامات .

هذا ما يسر الله جمعه ممّا يتعلق بهذا الموضوع

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق