الثلاثاء، 21 يونيو 2016

مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ علي خاتم النبيين ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له   وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله  وبعد،،
قال تعالى : (شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآنُ هدىً للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان) البقرة (185)

شهر رمضان : فيه مغفرة الذنوب ، ورفع درجات المؤمنين ومضاعفة الحسنات ، وفيه يعتق الله في كل ليلةٍ من لياليه عتقاء من النار.

شهر رمضان : من أعظم المواسم التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى ، فيه دعوة مستجابةٌ لكل مسلم يدعو بها عند الإفطار ، وفيه تفتّح أبواب الجنة وتُغلّق أبواب النار وتُصفد الشياطين ، وفيه يقول عليه الصلاة والسلام "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه . وفيه يقول صلى الله عليه وسلم "إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يومٍ وليلةٍ (يعني في رمضان) صحيح الترغيب (988)

إن الوقوف على هديه صلى الله عليه وسلم في كل طاعةٍ وقربةٍ أمرٌ أساسٌ في قبول العمل الصالح بعد أن يكون خالصاً لله تعالى. ومعرفة أحواله صلى الله عليه وسلم في رمضان لا يُنال بالتحلي ولا بالتمني ، وإنما بالعلم النافع الذي يحمل على العمل الصالح.

وفي هذه المحاضرة نقفُ على بعض هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، في مختلف الأحوال لكي نتأسى به في صيامنا وقيامنا وسائر أحوالنا في رمضان وفي غير رمضان .

النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان : كان لا يصوم حتى يرى الهلال رؤيةً محققة ، وكان يراقب الهلال ويأمر بمراقبته ، فإن أخبره رجلٌ من الصحابة أنه رآه أمر الأمة بصيامه ، وهو القائل : (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة أو عدة شعبان ثلاثين يوماً) متفق عليه.

* ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تقدم رمضان بالصيام لأجل رمضان ، وكان ينهى أمته أن تتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين من باب الاحتياط والتعمق ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجلاً يصوم صوماً فليصمه" متفق عليه.

* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تبييتُ النيّة من الليل قبل الفجر في صوم الفريضة ، وكان يقول: "من لم يُبيت الصيام من الليل فلا صيام له" النسائي عن حفصة ـ صحيح الجامع (6535) . وفي رواية : "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له" البيهقي والدارقطني عن عائشة ـ صحيح الجامع (6534) ، وفي رواية : "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" رواه أحمد والثلاثة عن حفصة ـ صحيح الجامع (6538) وهذا الحكم من خصوصيات صوم الفريضة على القول الراجح.

أما صوم النافلة : فلا يلزم تبييت النية فيه ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحضُرُ أهله ولم يطعم شيئاً بعد فيقول: هل عندكم غداء؟ فيقولون : لا ، فيقول : إني صائم" رواه مسلم وغيره.

* وكان صلى الله عليه وسلم لا يمسك عن الأكل والشرب حتى يطلع الفجر : وذلك عملاً بقول الله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) وقد أذنَ صلى الله عليه وسلم لعمر أن يقضي حاجته من طعامه وشرابه بعد سماع الأذان . فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال (أقيمت الصلاة والإناء في يد عمر بن الخطاب فقال عمر: أشربها يا رسول الله؟ قال: نعم، فشربها) أخرجه الطبراني باسنادين وحسّن اسناده الألباني في الصحيحة (1394) . وثبت أنه قال : "إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه" رواه أحمد وأبو داود والحاكم ـ وصححه الألباني في صحيح الجامع والصحيحة (1394)

* وليس من هديه صلى الله عليه وسلم ما يُسمى بأذان الإمساك أو وقت الإمساك قبل الفجر ، بل فعل ذلك احتياطاً من البدع عند أهل العلم : قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (فتح 4/199) : من البدع المنكرة ما أُحدث في هذا الزمان من ايقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان وإطفاء المصابيح التي جُعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعماً ممَّن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجةٍ لتمكين الوقت فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة ، فلذلك قلَّ عنهم الخير وكثر فيهم الشر ، وإلى الله المشتكــى) أ.هـ

* وكان صلى الله عليه وسلم يعجل الفطور ويؤخر السحور : وهو القائل : "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور" متفق عليه . وتعجيل الإفطار معناه : أن تباشر افطارك فور سقوط قرص الشمس ولو لم يؤذن المغرب لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا أقبل الليل من ههنا فأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" متفق عليه . وعن أبي الدرداء قال (ثلاث من أخلاق النبوة : تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليمين على اليسار في الصلاة) الطبراني وله حكم الرفع.

*وكان فطوره صلى الله عليه وسلم يسيراً جداً ليس كفطورنا اليوم : فقد كان يُفطر على رطبات يأكلهن وتراً ، فإن لم يجد ، حسا حسوات من ماء ثم قام إلى الصلاة فصلاها في أول وقتها) أحمد وأبو داود والترمذي. وهو القائل : "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لم يجد تمراً فليفطر على الماء فإنه طهور" صحيح الترغيب (1064)

* وكان صلى الله عليه وسلم يحث على الدعاء عند الإفطار ويرغّبُ فيه ويقول : "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" أبو داود والدارقطني والحاكم وحسنه الألباني في الإرواء (920) · وكان يرغّب في تفطير الصائمين فيقول: "من فطر صائماً كان له مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيئاً" صحيح الترغيب (1072)

* وما كان صلى الله عليه وسلم يدع السحور : وقال بوجوبه بعض أهل العلم وكان صلى الله عليه وسلم يقول : "تسحروا فإن في السحور بركة" متفق عليه . بل قال : "السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جُرعةً من ماء فإن الله وملائكته يُصلون على المتسحرين" صحيح الترغيب (1062) وصحيح الجامع (3577). ومن بركة السحور : التقوي على العبادة أثناء النهار وزيادة الرغبة في الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر واتباع السنة وإحياء الثلث الأخير من الليل بالعبادة وإدراك صلاة الفجر مع الجماعة ومخالفة أهل الكتاب الذين لا يتسحرون) والحديث رواه مسلم (1096) .

* ويحصل السحور بأي شيء من الطعام والشراب ولو كان تمراً أو ماءً فقط : قال صلى الله عليه وسلم : "نعم سحور المؤمن التمر" أبو داود وابن حبان والبيهقي  . ولحديث (السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء) صحيح الجامع (3577) .

* وكان صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر ويفطر ، وكان يسافر معه أصحابه فمن شاء صام ومن شاء أفطر ، وربما أمر أصحابه بالفطر . بل رغب في الإفطار في السفر فقال : "ليس من البر الصيام في  السفر" متفق عليه  . وعند مسلم (عليكم برخصة الله التي رخص لكم) بل قال عن الصائمين في السفر عند وجود المشقة : "أولئك العصاةُ ، أولئك العصاةُ " مسلم (1114)

* أما عبادته واجتهاده في رمضان فكان أكثر من غيره من الشهور : فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، ولذلك كان السلف يتنافسون في ختم القرآن أكثر من مرّة وكان الزهري ومالك وغيرهما من السلف ينقطعون عن التدريس والفتوى ويشتغلون بمدارسة القرآن ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير شدّ المئزر وأيقظ أهله وأحيا الليل وكان يعتكف في العشر الأواخر ليلتمس ليلة القدر .وكان يرغب في قيام ليلة القدر بقوله : "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.

* وأما جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم في رمضان فحدث ولا حرج : (فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان) البخاري

* وأما عن قيامه في الليل صلى الله عليه وسلم : قال أبو هريرة (كان رسول الله يُرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول : "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" مسلم (759) ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان .

* وكان صلى الله عليه وسلم يرغب أصحابه بالعمرة في رمضان : فكان يقول : "عمرةٌ في رمضان تعدل حجة" وفي رواية "تعدل حجة معي" متفق عليه.

* وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقاً وكان يأمر أمته بذلك ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "ليس الصيام عن الأكل والشرب إنما الصيام عن اللغو والرفث ، فإن سابَّك أحدٌ أو جهل عليك فقل : إني صائم إني صائمٌ " صحيح الجامع (5/88)

* وكان صلى الله عليه وسلم يتعاهد أهله ويحسن عشرتهم في رمضان أكثر من غيره ، فكان يأتي أهله في ليل رمضان وربما أدركه الفجر وهو جُنب فيغتسل ويصوم ـ متفق عليه ، وكان يُقبّل بعض أهله ويباشرهن وهو صائم ، وكان أملك أصحابه لإربه صلى الله عليه وسلم .

* وكان صلى الله عليه وسلم رؤوفاً رحيماً بأمته ، ومن رحمته بأمته في رمضان أن رخص للمريض والمسافر بالإفطار . كما رخص للمرأة العجوز والشيخ الفاني بالإفطار وكذا الحامل والمرضع. وكان لا يُوجب القضاء على من أكل أو شرب ناسياً لصيامه فقال : "إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه إنما أطعمه الله وسقاه" متفق عليه ـ فتح (4/155)

* وكان لا يوجب القضاء على من ذرعه القيء فقال : "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض" أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.

* وكان صلى الله عليه وسلم يُخرج صدقة الفطر في آخر يوم من رمضان قبيل صلاة العيد . قال ابن عمر (فرض رسول الله زكاة الفطر على الناس في رمضان) أبو داود وابن ماجه والحاكم .

اللهم وفقنا لاتباع هدي نبيك في رمضان وغير رمضان،


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 


الثلاثاء، 14 يونيو 2016

أحكـام القنـوت

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله  وبعد،،
مقدمــة :
     فهذا بحث موجز يتعلق بأحكام القنوت المشروع بأنواعه وهي قنوت النوازل ، وقنوت الوتر، وقنوت رمضان ، أدلة مشروعيتها ومواضعها وصيغ الدعاء فيها ، وحكم الجهر بها والتأمين ورفع الأيدي ومسحها بالوجه بعد الدعاء والصلاة على النبي بعدها ، وغير ذلك ، ثم ذكر مدى مشروعية قنوت الفجر ، ثم ذكر بعض ما أحدثه الناس في القنوت .
أما تعريف القنوت لغة : فيطلق على عدة معاني منها :
القنوت بمعنى الطاعة : قال الله تعالى }والقانتين والقانتات{ أي المطيعين والمطيعات .
*القنوت بمعنى السكوت : قال الله تعالى (وقوموا لله قانتين) البقرة (238)
*القنوت بمعنى الدعاء:لأن حقيقة القنوت والعبادة الدعاء لله عز وجل،ومن ذلك قنوت الوتر والنوازل.
*القنوت بمعنى القيام : لحديث جابر قال : ""سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت ، "" رواه مسلم (756) وغيره .
*القنوت بمعنى الصلاة : لحديث (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم أي المصلي ، رواه البخاري ومسلم (1878) وغير ذلك من معاني القنوت في اللغة
وأما تعريف القنوت في الاصطلاح : فهو الدعاء في القيام في الركعة الأخيرة من الصلاة ، وهذا هو الأظهر في معنى القنوت وهو موضوع بحثنا .
والقنوت مشروع في النوازل وفي صلاة الوتر وفي قيام رمضان ، أما مشروعيته في النوازل : فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أنسٍ رضي الله عنه قال : ""بعث النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجلاً لحاجة يُقال لهم القّراء ، فعرض لهم حيان من سليم : رعل وذكوان ، عند بئر يقال لها بئر معونة ، فقتلوهم  فدعا النبي صلى الله عليه وسلم شهراً في صلاة الغداة ، وذلك بدء القنوت""
وأما مشروعيته في صلاة الوتر ، فقد روى أحمد وأصحاب السنن عن الحسن بن علي قال : علمني رسول الله كلمات أقولهن في قنوت الوتر (اللهم اهدنا فيمن هديت الخ) صحيح سنن أبي داود (1425)
وأما مشروعيته في رمضان في النصف الثاني منه فقد ثبت عن بعض الصحابة كعمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر وأبّي بن كعب وغيرهم كما سيأتي أثناء البحث .
وأما قنوت الفجر : فالراجح عدم مشروعيته لعدم وجود دليل صريح صحيح في شرعيته ، بل أنكره بعض الصحابة ولم يفعله أحد منهم، كما أنكره جمهور العلماء كما سيأتي. وهذه أنواع القنوت وأحكامها :
1- قنوت النوازل (الحاجة) :
أ - مشروعيته : للعلماء قولان في قنوت النوازل : والجمهور قالوا : يُشرع القنوت للنازلة مطلقاً أي في جميع الصلوات إلا الحنفية قصروه على الصلوات الجهرية فقط ، وسيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الصلوات الخمس كلها . وقال بعض الكوفيين والليث بن سعد وغيرهم بنسخ قنوت النوازل . والجواب عليهم بأنه لو كان منسوخاً ما فعله الصحابة والتابعون ، قال الإمام النووي رحمه الله (الصحيح المشهور أنه إن نزلت بالمسلمين نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر في المسلمين ونحو ذلك ، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبة وإلا فلا) وعُقد باباً في شرح مسلم قال : باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة ـ شرح مسلم (5/176)
ب - فوائد قنوت النوازل :
1- فيه تطبيق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وقضاء على البدع المحدثة .
2- فيه اهتمام بأمر المسلمين ورغبة في حل مشاكلهم وفرح لفرحهم وغضب لغضبهم .
3- فيه تعريف للمسلمين بأحوال إخوانهم في كل مكان .
4- فيه براءة لنا أمام الله إذا سألنا يوم القيامة ماذا صنعتم لإخوانكم .
5- فيه عبادة الدعاء خاصة في الصلاة ، وفي الحديث الصحيح (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ، بصلاتهم ودعوتهم وإخلاصهم) رواه النسائي وهو في صحيح الجامع (2388)
ج محل قنوت النوازل : وردت أحاديث في القنوت تفيد الدعاء بعد الركوع وبعضها تفيد الدعاء قبل الركوع ولذلك اختلف العلماء على ثلاثة أقوال ، منهم من قال أنه بعد الركوع ومنهم قال قبل الركوع ومنهم من قال جواز الأمرين ، والراجح هو أن موضع قنوت النوازل هو بعد الركوع وهو قول جمهور المحققين لما يلي :
1- حديث أنس في صحيح البخاري (4094) قال : (قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو على رعل وزكوان)
2- حديث ابن عمر أنه سمع النبي إذا رفع رأسه من الركوع) البخاري (4559)
3- حديث أبي هريرة (أن رسول الله إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع) متفق عليه
  4- قال البيهقي في سننه (2/208) (ورواةُ القنوت بعد الركوع أكثرُ وأحفظُ فهو أولى)     
5- قال ابن حجر في فتح الباري (2/569) (ومجموع ما جاء عن أنس في ذلك أن القنوت للإجابة بعد الركوع لا خلاف عنه في ذلك ، وأما لغير الحاجة (النازلة) فالصحيح عنه أنه قبل الركوع)
* والخلاصة أن محل قنوت النوازل بعد الركوع وما ورد خلاف ذلك فإنه يحمل على القنوت بمعنى طول القيام لحديث (أفضل الصلاة طول القنوت) رواه مسلم (756)
د- مدة قنوت النوازل : يُشرع القنوت مدة النازلة إن كانت ذات وقت وإن نزلت فجأة ثم أقلعت فيشرع لأيام بعدها والسنة في ذلك شهر لقنوت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على رعل وذكوان ، وإن كانت النازلة مستمرة استمر في القنوت إلى أن تقلع لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم نج الوليد بن الوليد ، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين) قال أبو هريرة (ثم رأيت رسول الله ترك الدعاء بعدُ ، فقيل (وما تراهم قد قدموا) فقد قنت رسول الله حتى فرّج الله همّ المسلمين فقدم منهم إلى مكة الكثير . قال ابن القيّم في الزاد (1/272) (إنما قنت عند النوازل للدعاء لقوم و للدعاء على آخرين ثم تركه لما قدم من دعا لهم وتخلصوا من الأسر ، وأسلم من دعا عليهم فكان قنوته لعارض ، فلما زال ترك القنوت)
هـ- حكم الجهر به والتأمين ورفع الأيدي ومسح الوجه بعد الدعاء والصلاة على النبي فيه :
* أما الجهر به فقد اتفق العلماء على الجهر في قنوت النازلة في الصلوات الخمس لما ورد من الأحاديث وكذلك ليسمع الناس ويؤمنون على دعاء الإمام .
* وأما التأمين فيستحب للمأمومين أن يؤمنوا على دعاء الإمام في قنوت النازلة لما رواه ابن عباس قال: (قنت رسول الله شهراً متتابعا ويؤمن مَنْ خلفه) والحديث رواه أبو داود وأحمد والحاكم وهو في صحيح سنن أبي داود (1443) . قال النووي في المجموع (1/790) (يؤمّن المأموم عند الدعاء ويشارك أو يسكت عند الثناء ، والمشاركة أولَى لأنه ثناءٌ لا يليق فيه التأمين) . وقال المطيعي في هامش المجموع (ومن البدع التي لم نجد لها أصلاً قول المأمومين عند عبارات الثناء (حقاً) وقولهم عند تباركت ربنا وتعاليت (يا الله)
* وأما رفع اليدين للإمام فقد ثبت في غير حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الدعاء مطلقاً ومنها حديث أنس في قصة قتل القراء السبعين وفي إحدى رواياته (فلقد رأيت رسول الله في صلاة الغداة رفع يديه فدعا عليهم) وذكر البيهقى أثاراً عن الصحابة في رفع اليدين منهم عمر ـ سنن البيهقي (2/212) وكذلك النووي في المجموع (3/511) نقلاً عن البخاري في جزء رفع اليدين وصححها . ويرفع المأمومون أيديهم اقتداء بالإمام لحديث (إنما جعل الإمام ليؤتم به) البخاري .
* وأما مسح الوجه بعد دعاء القنوت مطلقاً : فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ولا في خارجها . قال البيهقي في سننه (1/212) (فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحدٍ من السلف) وقال النووي في المجموع (3/501) (لا يمسح وهذا هو الصحيح) وضعّف الحديث الوارد في ذلك .
* وأما الصلاة على النبي في آخر القنوت فلم يثبت فيها حديث ولكنها مشروعة لفعل الصحابة ، قال الألباني في صفة الصلاة صـ180 (ثبت في حديث إمامة أبي بن كعب الناس في قيام رمضان أنه كان يصلي على النبي في اخر القنوت وذلك في عهد عمر ـ رواه ابن خزيمة في صحيحه(1097) وثبت مثله عن أبي حليمة معاذ الأنصاري الذي كان يؤمّهم أيضاً في عهده فهي زيادة مشروعة لعمل السلف بها فلا ينبغي إطلاق القول بأن هذه الزيادة بدعة والله أعلم) انتهى كلام الأباني رحمه الله .
و صيغة الدعاء في قنوت النوازل : ما ورد من أحاديث في قنوت النوازل كان خاصاً بأناس معينين ولا يمكن أن يكون عاماً في كل عصر ، ومن هنا فإن عليه أن يغير ألفاظ الدعاء الوارد وأن يستبدلها بما يوافق القضايا المعاصرة ويتقيد بالنص حرفياً وهو الأوْلَى كأن يقول (اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين) وأن لا يطيل في دعاء قنوت النوازل وإنما يختار من الدعاء أجمعه ما يناسب الحال . قال ابن تيمية (23/109)  (كما أن النبي لما قنت على قبائل بني سُليم دعا عليهم بالذي يناسب مقصوده ، ثم قنت للمستضعفين من أصحابه ، دعا بدعاء يناسب مقصوده ، فسنّة رسول الله وخلفائه الراشدين تدل على شيئين أحدهما : أن الدعاء فيه ليس دعاء راتباً بل يدعو في كل قنوت الذي يناسبه ، والثاني: أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه ليس سنّة دائمة في الصلاة) قال النووي في المجموع (3/499) (قال البغوي : يكره إطالة القنوت)

*أما في حق الإمام ، فإنه يبدأ الصلاة ناوياً فعل القنوت فيها ، فإذا كان في الركوع الأخير فيها يقول : سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، ثم يرفع يديه بمحاذاة كتفيه أو أذنيه وتكون بطون كفيه إلى السماء وظهورها إلى الأرض وعيناه تنظران إلى بطون كفيه ، ويدعو بالدعاء المناسب للحالة النازلة ، فإذا انتهى من دعائة صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل كفيه بلا مسح للوجه أو الصدر، ثم يسجد.
*وأما في حق المأموم ، فإنه إذا بدأ الإمام في القنوت رفع يديه كما سبق للإمام ولا يدعو المأموم بل يؤمّن على دعاء الإمام ، ويسكت إذا كان الإمام يُثني على ربه ولا يقول حقاً أو صدقاً أو نشهد أو يا الله  ولا يصلي على النبي في خاتمة الدعاء . وإذا انتهى الإمام من الدعاء ، خفض المأموم يديه ولا يمسح وجهه ثم يتابع الإمام ,
2-  قنوت الوتر : المختص بالركعة الأخيرة من صلاة الوتر وقال الجمهور ما عدا المالكية :
أ- مشروعيته : وقد شرع الإسلام دعاءاً خاصاً في صلاة الوتر . فعن الحسن بن علي قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر (اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت) وفي إحدى الروايات زيادة في آخره هي (لا منجا منك إلا إليك) ذكرها الألباني في صفة صلاة النبي صـ181 ، وصحح الحديث كذلك في صحيح سنن أبي داود (1425)  ولم يصح في قنوت الوتر سوى هذا الدعاء بلفظه ، فالواجب على من قرأه أن يلتزم به وهو أفضل الدعاء لقنوت الوتر ، ويجوز بغيره لفعل بعض الصحابة في عهد عمر كما في صحيح ابن خزيمة (2/255)
(ب) موضع قنوت الوتر : والسنّة أن يقنت بعد الفراغ من القراءة قبل الركوع لما رواه أُبيّ بن كعب رضي الله عنه (أن رسول الله كان يوتر ويقنت قبل الركوع) رواه النسائي وبن ماجه وصححه بشواهد الألباني في إرواء الغليل (426) وهو في صحيح سنن أبي داود (1427) .
 وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح (6911) (عن علقمة أن ابن مسعود وأصحاب النبي كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع) قال الألباني رحمه الله في قيام رمضان صـ31 (ولا بأس من جعل القنوت بعد الركوع ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ ثم ذكر دليل ذلك وقال : رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/155) .
(ج) حكمه : لم يقم دليل على وجوبه ، فهو سنة ، يفعلها المرء أحيانا ويتركها أحيانا لعدم ثبوت دوام رسول الله على فعلها . قال الألباني في صفة صلاة النبي صـ179 : (وإنما قلنا (أحيانا) لأن الصحابة الذين رووا الوتر لم يذكروا القنوت فيه ، فلو كان يفعله دائما نقلوه جميعا عنه)
(د) حكم التكبير ورفع الأيدي فيه والصلاة على النبي في آخره : أما التكبير عند بدء القنوت فلم يرد فيه دليل صحيح .وأما رفع اليدين فقد قال الألباني في الإرواء (2/181) (ثبت مثله عن عمر وغيره في قنوت الوتر) ثم هو دعاء يُستحب فيه رفع اليدين وخاصة إذا رفع الإمام يديه في القنوت لابد من اتّباعه لحديث (إنما جُعل الإمام ليؤُتم به) .وأما مسح اليدين بالوجه في القنوت قلم يرد مطلقاً لا عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه فهو بدعة بلا شك ـ قاله الألباني في الإرواء (2/181) . وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أخره فقد ثبت عن أبي بن كعب في قيام رمضان أنه كان يفعل ذلك في آخر القنوت وذلك في عهد عمر رضي الله عنه كما رواه ابن خزيمة في صحيحه (1097) وثبت عن معاذ الأنصاري أيضاً ، والأثران ذكرهما في صفة صلاة النبي صـ180 ثم قال (فهي زيادة مشروعة لعمل السلف بها ، فلا ينبغي إطلاق القول بأنها بدعة)
3 – قنوت رمضـان : وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر في قيام رمضان ، يقنت الإمام في رمضان في النصف الثاني منه لثبوت ذلك عن الصحابة في عهد عمر . والفرق بين قنوت رمضان وقنوت الوتر في غيره ما يلي :
1- أنه جهر من الإمام في جماعة وقنوت الوتر يكون للمنفرد ويُسرّ به .
2- أنه في النصف الثاني من رمضان فقط . وقنوت الوتر على دوام السنة يُفعل أحياناً .
أن المأمومين يسمعون فيؤمنون ولا يدعون ، وقنوت الوتر يدعو المنفرد ولا يؤمّن .
وقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (6936) بإسناد حسن عن محمد بن بكر عن ابن جريج قال : قلت لعطاء: القنوت في شهر رمضان ؟ قال (عمرُ أول من قنت) قلت: النصف الآخر أجمع، قال (نعم)  وأخرج ابن أبي شيبة أيضاً (6933) عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يقنت إلا في النصف ـ يعني من رمضان) واسناده صحيح . وروى أبو داود والبيهقي وابن أبي شيبة من طرقٍ عن الحسن (أن أُبي بن كعب رضي الله عنه أمَّ الناس في رمضان وكان يقنت في النصف الآخر يسعهم الدعاء) والأثر في صحيح سنن أبي داود (1427) .
 وثبت قنوت رمضان في النصف الثاني منه عن جمهرة من أئمة التابعين كالحسن والزهري وابن سيرين وغيرهم رواه عنهم البيهقي وابن أبي شيبة وعبد الرزاق والقنوت هذا هو مذهب مالك والشافعي وروايةٍ عن أحمد كما في المغني لابن قدامة (1/794) . وقد ورد عن بعض السلف المنع من القنوت في رمضان كله ، وعن أخرين مشروعيته في رمضان كله .
4- قنوت الفجـر : في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح ، وهو عند المالكية سراً في صلاة الصبح للإمام والمأموم والمنفرد ، أما الشافعية فيرون القنوت فيه جهراً ويذهب الحنفية والحنابلة وأهل الحديث إلى عدم مشروعية قنوت الفجر وهذا هو الراجح لعدم ثبوت مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولذلك أنكره بعض السلف . قال ابن القيم في الزاد (1/272) ( من المعلوم بالضرورة أن رسول الله لو كان يقنت كلّ غداةٍ ويدعو بهذا الدعاء ويؤمّن الصحابة لكان نقل إلينا ) وقد صحت آثارٌ كثيرة عن الصحابة في عدم قنوتهم في الفجر إلا عند النوازل ، بل صح عن بعضهم بأن هذا الفعل محدثة وبدعة ، وإليك أقوالهم :
* فقد روى مالك في الموطأ (379) عن نافع قال (إن ابن عمر كان لا يقنت في شيء من الصلاة) وعن ابن أبي شيبة وعبد الرزاق من طرق عن أبي الشعثاء قال : سألت ابن عمر عن القنوت في الفجر فقال (ما شعرت أحداً يفعله)
* وعند الطبراني (9428) وابن أبي شيبة (6904) وعبد الرزاق (4966) من طرق كثيرة عن علقمة والأسود وغيرهما قالوا (كان عبد الله ـ أي أبن مسعود ـ لا يقنت في شيء من الصلوات إلا في الوتر قبل الركعة) وفي لفظ (كان لا يقنت في الفجر)
* وعند ابن حبان عن أبي هريرة قال (كان رسول الله لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم أو على قوم) قال ابن حجر في الفتح (8/226) (وعند ابن خزيمة مثله عن أنس واسناد كل منهما صحيح) وكذا قال في الدراية (195)
* وروى الترمذي (402) وابن ماجه (1241) وأحمد عن سعد بن طارق الأشجعي قال (قلت لأبي : يا أبتِ إنك صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا، فكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال أي بنيّ محدث) وفي رواية النسائي قال (يا بني بدعة)
* قال ابن حجر في الدراية صـ117 (ويؤخذ من أخباره صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يقنت إلا في النوازل وقد جاء ذلك صريحا فعند ابن حبان عن أبي هريرة كان رسول الله لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقومٍ أو على قوم)
* قال ابن تيمية في الفتاوي (21/154) (من تأمل الأحاديث علم علماً يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم على القنوت في شيء من الصلوات لا الفجر ولا غيرها ولهذا لم يذكر هذا أحد من الصحابة بل أنكروه ، وإنما المنقول عنه ما يدعو به في العارض كالدعاء لقوم أو على قوم ، فأما ما يدعو به في قنوت الفجر قوله (اللهم اهدنا فيمن هديت…) فهذا إنما في السنن أنه علّمه للحسن يدعو به في قنوت الوتر ثم العجب أنه لا يستحب المداومة عليه في الوتر ويداوم عليه في الفجر ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاله في الفجر)
* قال ابن القيم في الزاد (1/273) (وكان هديه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة وتركه عند عدمها ولم يكن يخصه بالفجر) وهذا ما رجّحه الشوكاني في نيل الأوطار (2/346)
* قال ابن القيم رحمه الله في الزاد (1/272) (فأهل الحديث متوسطون وهم أسعد الناس بالحديث … فإنهم يقنتون حيث قنت رسول الله ويتركونه حيث تركه فيقتدون به في فعله وتركه) قلت : وهكذا نجد أهل الحديث في كل مسألة من مسائل الدين ، هم فيها وسط وسنّة رسول الله لهم مسلكاً .
قلت : وأما ما استدل به القائلون بقنوت الفجر على الدوام من أدلة فإما أنها صحيحة غير صريحة أو ضعيفة لا يحتج بها ، وأشهرها حديث أنس قال (ما زال رسول الله يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا) رواه أحمد والبيهقي ، وقد أسهب ابن القيم في الزاد (1/275) في بيان ضعف هذا الحديث ونكارته ثم قال (ولو صح لم يكن فيه دليل على هذا القنوت المعيّن البتة فإن القنوت يطلق على القيام وتطويل هذا الركن قنوت وتطويل القراءة قنوت ، وهذا الدعاء المعين قنوت فمن أين لكم أن أنساً إنما أراد هذا الدعاء المعين دون سائر أقسام القنوت) وحمل الحافظ ابن حجر في الدراية (246) معنى الحديث وقول أنس في حديث آخر (ما كان يقنت إلا إذا دعا لقوم…) بأن مراد أنس اثبات قنوت النوازل في الفجر إلى أن فارق الدنيا …)
5- بدع الناس في القنوت :
1- ما يفعله بعض الأئمة من التلحين في الدعاء والتغني والوعظ والتمطيط في الدعاء .
2- جلب أدعية مخترعة لا أصل لها والمواظبة عليها
3- قصد السجع في الدعاء والبحث عن غرائب الأدعية .
4- التطويل في القنوت بما يشق على المؤمنين .
5- استفتاح دعاء القنوت بغير ما ذكر في النصوص وأثار السلف .
6- قال المطيعي في هامش المجموع للنووي (1/790) ( ومن البدع التي لم بجد لها أصلاً قول المأمومين عند عبارات الثناء هذه (حقاً) وقولهم عند (تباركت ربنا وتعاليت) (يا الله…)
7- المداومة على قنوت الوتر وكذلك قنوت الفجر في غير النوازل مع الصلوات الخمس .
هذه بعض الأحكام التي تتعلق بأنواع القنوت


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

السبت، 11 يونيو 2016

بدعُ الناس في رمضان


 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله  وبعد،،
مقدمــة :
     فإن الأصل في العبادات التحريم ، فلا يجوز إقامة عبادةٍ ما إلا بدليل شرعي صحيح معمول به ، ومن ثم فإنّ أيّ عبادةٍ أو قربةٍ لا تستند إلى نص شرعي فما هي إلا بدعة منكرة وعملٌ مردود على صاحبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"" من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ "" متفق عليه . ولذلك كان الواجب على أهل العلم والديانة البيان لما اندرس من السنة والإنكار لما ظهر من البدع والأهواء .
وما هذا البحث المختصر لبيان أشهر ما يقع فيه الناس في شهر رمضان المبارك إلا من باب أداء الأمانة والنصح والتعريف ، ورجاء المثوبة وإعذاراً إلى الله تعالى، ولأن كثيراً من البدع انتشرت في بلاد المسلمين بسبب سكوت العلماء وطلاب العلم عن إنكار وبيان هذه البدع .
* والبدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة ، يُقصد بها زيادة التقرب إلى الله وليس عليها دليل شرعي صحيح .
* والبدع كلها مذمومة وضلالة لحديث ( إن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة ) رواه أحمد وغيره  ومنها ما هو كفرٌ وما هو معصية ، فالبدع ليست في رتبة واحدة .
* أما أسباب نشأة البدع فمنها الجهل بالدين والسنة ، ومنها تحسين العقل واتباع الهوى  والقول على الله بغير علم ، والجهل بالتمييز بين الأحاديث المقبولة وغيرها واتباع المتشابه وعدم الرجوع إلى فهم السلف الصالح في جميع الأمور ، وغير ذلك .
* أما أسباب انتشار البدع فمنها سكوت كثير من العلماء وطلبة العلم عليها ، بل من العلماء من يعمل بالبدعة ويرّوج لها طلباً للمال والشهرة ، ومن أسباب انتشارها أيضاً تحوّل البدع إلى عادة يصعب الانصراف عنها خاصةً إذا حمتها القوانين وغير ذلك .
* وأمّا آثار البدع على المجتمع فهي كثيرة ، منها إماتة السُنن ، والجدل بغير حق ، والخصومات في الدين ، واتباع الهوى ، ومفارقة الجماعة ، وضلال الناس ، وغير ذلك .
* وأما وسائل الوقاية من البدع فمنها :
أ - الاعتصام بالكتاب والسنّة والتمسك بهما وفهمهما بفهم السلف الصالح .
ب- تطبيق السنّة في سلوك الفرد وسلوك المجتمع .
جـ-نشر وتعليم السنة لرفع الجهل عن الناس حمايةً لهم من البدع .
د - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
هـ-القضاء على أسباب البدع المذكورة آنفاً .
* وشهر رمضان شهر مبارك ، وفضائله كثيرة ، وقد شُرع فيه من الأعمال والقُرَب الشيء الكثير ، ومن تتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان يجده أحسن هدي ، كيف لا وقد قال الله تعالى ) لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ( وقد بلّغ رسول الله الأمانة كاملةً وأكمل الله عز وجل به الدين ، فإذا تمسكنا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لن نضل أبداً لأنه القائل :"" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي "" رواه الحاكم وهو في صحيح الجامع (2937) وقد كان الواجب على الناس أن يستفيدوا من كل لحظات هذا الشهر المبارك ، غير أن كثيراً منهم ، بجهلهم ، يقعون في بعض المنكرات والبدع في هذا الشهر ممّا قد يُفسد صومهم أو يضعف من ثوابهم بل قد يحبطه ، ولم يسعهم ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين كانوا أحرص الناس على الخير ، ولذلك قال فيهم الإمام مالك ( لو كان خيراً لسبقونا إليه )
 وهذه بعض البدع التي أحدثها الناس في شهر رمضان المبارك :
1- استخدام الحساب والفلك في معرفة صوم رمضان : وهذا ليس له أصل في الشرع وإنما العبرة  انعقاد الصوم برؤية الهلال، لا بالحساب والفلك والنجوم، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :"" لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تُفطروا حتى تروه "" متفق عليه ، وقال أيضاً :"" إنّا أمة أميَّة لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا .. ) ،يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ، والحديث متفق عليه . قال ابن حجر في الفتح (4/151) المراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها ، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضاً إلا النزر اليسير ، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حسابالتسيير ، واستمر الحكم في الصوم … بل ظاهر السياق بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلاً ، ويوضحه قوله في الحديث "" فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين "" ولم يقل فسلوا أهل الحساب ، ثم قال ( وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض ،قال الباجيّ : وإجماع السلف الصالح حجّة عليهم وقال ابن بزيزه : وهو مذهب باطل ، فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين وليس فيها قطع )
2- اتباع غير أهل البلد المسكونة في عقد الصيام أو في التحلل منه : وهذه من البدع الحديثة ـ فيأتي جماعة من الناس لا يقنعون بعدم ثبوت الرؤية سواء لهلال رمضان أو لهلال شوال في البلد التي يسكنونها ويصومون تبعاً لرؤية أهل بلد آخر مع أن اختلاف المطالع معتبر عند أهل العلم والقول الراجح هو لزوم اتباع إمام البلد الذي يسكنه المسلم والصيام مع جماعة المسلمين وكذلك الفطر معهم ويدل على ذلك حديث "" صومكم يوم تصومون وأضحاكم يوم تضحون"" صحيح سنن أبي داود (2324) وحديث "" الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضحي الناس "" وهو في صحيح سنن الترمذي (697) ، وقال الترمذي بعده (وفسّر بعض أهل العلم هذا الحديث أن الصوم والفطر مع الجماعة وعُظم الناس) وقال ابن تيمية (25/114) (والقول الثالث : يصوم مع الناس ويفطر مع الناس وهذا أظهر الأقوال لقول النبي صلى الله عليه وسلم "" صومكم يوم تصومون … "" وهذا القول رجحه الألباني في تمام المنّة صـ399 والسلسة الصحيحة رقم (224) وهذا في حالة رؤيته للهلال وصومه مخالفاً لفطر الناس فكيف بمن لم يرَ الهلال ويخالف الناس في البلد التي يسكنها ويعمل برؤية بلد آخر
3- صيام يوم الشك على سبيل الاحتياط والتورع :- وهذا مخالف للسنة إلا إذا كان تعود صياماً تطوعاً فليصمه لحديث "" لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم "" متفق عليه . قال الإمام أحمد ( لا بأس أن يصوم اليوم الذي يُشك فيه إذا لم ينوِ أنه من رمضان ) مسائل عبد الله بن أحمد (675).
4- صيام رمضان ثلاثين يوماً باستمرار : قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( قد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتابعين لهم بإحسان من العلماء على أن الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعاً وعشرين فمن صامه دائماً ثلاثين من غير نظر في الأهلّة ، فقد خالف السنة والإجماع وابتدع في الدين بدعة لم يأذن بها الله ) نقلاً من كتاب( البدع والمحدثات وما لا أصل له صـ534)
5- رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين ( هلَّ هلالك جلّ جلالك شهر مبارك ) ونحو ذلك ممّا لم يعرف له أصل في الشرع ، بل هو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنه إذا رأى الهلال قال"" اللهم أهله علينا  باليمن والايمان والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله "" أحمد والترمذي
وهو في صحيح الجامع (4726) فما يفعله الناس عند رؤية الهلال من غير هذا الدعاء والاستقبال ورفع الأيدي ومسح وجوههم ممّا لا أصل له .
6-الطواف في أول ليلة من رمضان في القرى والشوارع المسمّى بالرؤية ، وقراءة الأوراد والأذكار والصلوات وكذلك تعليق الزينات والمصابيح الملونة وتسميتها فوانيس رمضان ، كل ذلك لم يفعله رسول الله ولا السلف الصالح وقد أنكره كثيرٌ من أهل العلم .
7- الإمساك عن الطعام والشراب والمفطّرات قبل طلوع الفجر بوقتٍ أو إطفاء المصابيح : والصحيح هو أن المسلم يباح له الأكل والشرب والنكاح حتى طلوع الفجر لأن الله عز وجل أمرنا بذلك في قوله ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) ولأن رسول الله قال : "" إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) متفق عليه ، بل يجوز للمسلم أن يقضي حاجته من السحور ولو أذن المؤذن ، لقوله صلى الله عليه وسلم :"" إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم وهو في صحيح سنن أبي داود (2350)وأخرج ابن جرير الطبري ( 2/102) من طريقين عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : أقيمت الصلاة والإناء في يد عمر ، قال : أشربها يا رسول الله؟ قال : نعم ، فشربها . والحديث في السلسلة الصحيحة للألباني برقم (1394) فثبت أن الإمساك عن الطعام قبل طلوع الفجر مخالف لكتاب الله وسنة رسول الله ولذلك اعتبره ابن حجر في فتح الباري (4/199) من البدع المنكرة حيث قال ( ومن البدع المنكرة إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان وإطفاء المصابيح التي جُعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعماً مما أحدثه أنه للاحتياط في العبادة وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة لتمكين الوقت فأخروا الفطر وعجلوا السحور وخالفوا السنة ، فلذلك قلّ عنهم الخير وكثر فيهم الشر ، والله المستعان ) انتهى كلامه .
8- بدعة التسحير : أي إعلام الناس بوقت السحور بغير الأذان الأول قبل الفجر : والأذان الأول للقيام والسحور مشروع لحديث ( إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) متفق عليه  وزاد أحمد وغيره ( وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر ) ، واستبدل الناس هذه السنّة بأمور أحدثوها لم يفعلها رسول الله ولا الصحابة والسلف الصالح ، وممّا أحدثوه للتسحير قول المؤذنين في المساجد    ( تسحروا ، كلوا واشربوا ) وما أشبه ذلك ، ويقرؤون الآيات التي فيها ذكر الصيام ، ومن ذلك إنشاد القصائد والضرب بالطبل والطواف بها على البيوت ودق الأبواب ، وفي بعض البلاد  يُسحرون بدق الطار والغناء واللهو ، ومنهم من يضرب الأبواق ، وغير ذلك ، فاستبدلوا سنّة  الإسلام وهو الأذان الأول بهذه الأمور المحدثة .
9- تخصيص ليلة معينة بأنها ليلة القدر ثم تخصيصها بصلاة معينة واجتماع : وليلة القدر لم تعين في الشرع ولم يرد تخصيصها بصلاة أو اجتماع أو غير ذلك ، ولكن الناس أحدثوا فيها صلاة القدر وهي ركعتان في الجماعة بعد التراويح ثم آخر الليل يصلون تمام مائة ركعة ، وقد سُئل ابن تيمية عن حكمها في الفتاوى (23/122) فأجاب رحمه الله ( انّ هذه الصلاة لا رسول الله ولا أحد من الصحابة ولا التابعين صلاها ولا يستحبها أحد من أئمة المسلمين والذي ينبغي أن تترك وينهى عنها)
10- بدعٌ في صلاة التراويح : مثل ما يحصل من بعض الأئمة بالإسراع في القرآن في الصلاة وفي أداء الأركان وكذلك قراءة القرآن والتسبيح بصوت مرتفع جماعة بعد كل ركعتين أو أربع من التراويح ، كلُّ ذلك وغيره أحدثه الناس في الاستراحة بين ركعات التراويح وهذه الاستراحة ليس  لها  أصل ، ومن ذلك أيضاً قول المؤذن عند القيام لصلاة التراويح: ( صلاة التراويح يرحمكم الله ) ومن ذلك الإفراط في استعمال أدعية غير مأثورة في القنوت وكثيرٌ منها لا يكون دعاء وإنما وصف لأحوال القبور والآخرة ، والبعض يطوّل في الدعاء ويشق على الناس وكذلك المداومة على القنوت في الوتر ، قال ابن القيم ( قنت وترك ، وكان تركه القنوت أكثر من فعله ) والخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع .
11- بدعة ليلة ختم القرآن في رمضان : قال أبو شامة في الباعث صـ83 ( وابتدع بعضهم أيضاً جمع أيات السجدات ، يقرأ بها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ويسبح بالمأمومين في جميعها ) وقال ابن الحاج في المدخل (2/298) ( وينبغي للإمام أن يتجنب ما أحدثه بعضهم من البدع عند الختم وهو أنهم يقومون بسجدات القرآن كلها فيسجدونها متوالية في ركعة واحد أو ركعات ، إذ  أنه من البدع التي أُحدثت بعد السلف ) وكذلك تخصيص دعاء ختم للقرآن في وتر التراويح ليلة 27 من رمضان أو ليلة 29 منه . كل ذلك لم يرد عند السلف الصالح .
12- تسمية الجمعة الأخيرة من رمضان بالجمعة اليتيمة وكتابة الأوراق التي يسمونها ( حفائظ ) حال الخطبة ويعتقدون بأنها تحفظ من الحرق والغرق والسرقة وغيرها ، فلا شك في بدعية هذه الأمور لما في ذلك من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتشويش على الخطيب وسامعيه ، فيجب النهي عنها والتحذير منها . ومن البدع ما يفعله بعض خطباء المنابر وقولهم ( لا أوحش الله منك يا رمضان ، يا شهر القرآن ، يا شهر التراويح ) وهذه كلها بدع لا أصل لها .
13- بدعة وداع رمضان : فإذا بقي من رمضان خمس ليالٍ أو ثلاث ، يجتمعون في المسجد أو في المجالس فيتناوبون أقوالاً وأشعاراً منظومة في التأسف على انسلاخ رمضان ، فيجتمع لهم الناس داخل المسجد وخارجه لعلمهم بأنها ليلة الوداع ، فترتفع الأصوات ويتغنى المجتمعون وما يفعله كذلك بعض الخطباء في آخر جمعة من رمضان من ندب فراقه كل عام والحزن على مضيه ، وهذا ممّا ليس له أصل ولا فعله السلف الصالح .
14- بدعة الاجتماع في ذكرى غزوة بدر :- فإذا كانت ليلة السابع عشر من رمضان اجتمعوا فيقرؤون القرآن ثم يذكرون قصة بدر وبطولات الصحابة وإنشاد القصائد المتعلقة لهذه المنتسبة ، ولا يخفى ما يصاحب هذا الاجتماع من عبادة لم يفعلها السلف الصالح ، فتخصيص هذه الليلة بالاجتماع والذكر وإلقاء القصائد وجعلها موسماً شرعياً ، ليس له مستند من الكتاب ولا من السنة . قال ابن تيمية في الاقتضاء (2/614) ( وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة مثل يوم بدر وحنين والخندق وفتح مكة ووقت هجرته … ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى أعياداً أو اليهود … )
15- بدع ليلتي العيدين : منها تخصيص ليلتي العيدين بالقيام أو صلاة مخصوصة فيها ، مائة ركعة وغير ذلك ، ولم يصح حديث ولا فعل صحابي في هذا الأمر . وما ورد من الأحاديث فهي موضوعة أو ضعيفة جداً ، منها حديث ( من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلب ) موضوع ـ ضعيف الجامع الصغير (5361) وكذلك حديث ( من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة : ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر ) موضوع ـ ضعيف الجامع الصغير(5358) .
وأخيراً ، هذه بعض البدع التي أحدثها الناس في رمضان أعاذنا الله وإخواننا السلمين من البدع


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين